سعيد الشحات

رسالة إلى الخائفين على الغد

الثلاثاء، 20 مايو 2014 07:30 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سألت الروائى الكبير الصديق إبراهيم عبدالمجيد: «ألا تحرضك هذه المرحلة على إبداع رواية جديدة؟» فأجاب: «كل شىء فيها يحرض على رواية جديدة»، وأضاف: «ثورة 25 يناير كانت حلما، أخشى أن نفيق منه على لا شىء».

كان هذا صباح أمس الأول، وفى المساء قابلت صديقا، قال لى: «نحن فى الطريق إلى نهاية كل شىء من ثورة 25 يناير»، وسنده فى ذلك هو العودة الكبيرة لرجال الحزب الوطنى منذ 30 يونيو، وتزايدت بصورة كبيرة فى هذه الأيام.

إجابة المبدع «إبراهيم عبدالمجيد» ورأى صديقى، يحملاننا إلى سؤال مهم وكبير: أين نقف الآن من ثورة 25 يناير، هل هى فى طريقها إلى نهايتها، هل كانت حلما جميلا ثم أفقنا منه؟
الثورات تحمل الأهداف الكبرى، وقد تمر بمحطات بائسة فى مسارها، بمعنى تجاذبها من كل القوى السياسية والاجتماعية إلى الطريق الذى يحقق لها مصالحها، وفى الطريق قد تختطفها القوى المضادة، لكن السؤال، هل تستطيع هذه القوى المضادة تأميم الثورة لصالحها بتفريغها من مضمونها الحقيقى عبر إدخال تحسينات شكلية، تؤدى إلى إطالة أمد الحالة التى قامت ضدها الثورة؟

انتهت الموجة الأولى من ثورة 25 يناير وبعد تنحى مبارك إلى اختطاف جماعة الإخوان للثورة، عبر فوزها بالانتخابات البرلمانية، ثم فوزها بالانتخابات الرئاسية، ولأن المصريين كان طموحهم كبيرا، وبلغت مطالبهم بالتغيير الجذرى عنان السماء، اصطدموا مع حكم «الجماعة» سريعا، فكانت 30 يونيو الغاضبة ضدهم، وحين نبحث عن الأصل المعرفى لذلك، سنجد أننا كنا أمام حالة ثورية يعيش المصريون على إيقاعها بكل ما تحمل هذه الحالة من مزايا وعيوب، وذلك فى مواجهة رؤية ضبابية من جماعة الإخوان، فلا هى إصلاحية بالمعنى الصحيح، ولاهى ثورية كحركة الشارع، ومن هنا جاء الصدام المبكر بين أغلبية المصريين وحكم الجماعة.

بدا الأمر بعد ثورة 30 يونيو، أن مصر ثارت على نظامين هما نظام مبارك فى ثورة 25 يناير، ونظام الإخوان فى ثورة 30 يونيو، وهنا ارتفعت الآمال كثيرا، بأن المصريين تخلصوا من نظامين ومرحلتين، تمهيدا لنظام جديد ومرحلة جديدة، ليس فيها حكم إخوان، ولا حكم لنظام مبارك.

وإذا كان التخلص من حكم الجماعة أصبح حقيقيا، ولا يمكن العودة إليه، فإن الخوف تزايد من عودة نظام مبارك، والعودة هنا تعنى فى معناها الشامل ارتباط شبكات المصالح الاقتصادية والسياسية، والذين يتخوفون من ذلك يطرحون مبررات ووقائع لإثبات مخاوفهم.
يبدو لى أن المتخوفين الذين ينتهون فى رؤيتهم إلى أن ثورة 25 يناير بكل أهدافها فى طريقها إلى زوال، يتناسون أن الشعب المصرى أصبح طرفا أصيلا فى المعادلة، فهو الذى فاجأ العالم بالثورتين، والأيام القليلة السابقة على ثورة 25 يناير مثلا لم يكن أى مسؤول فى نظام مبارك يتوقع ما سوف يأتى، ولهذا لن يسمح المصريون لأى رئيس قادم أن يخرج عن أجندة ثورة يناير التى حملت شعارا واحدا هو «عيش، حرية، كرامة»، ولهذا أرى أن الثورة مازالت حية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة