لفاراجاس يوسا، الحائز على نوبل، مقال جميل عنوانه لماذا نقرأ الأدب؟ لا أدرى لماذا ألح على وأنا أشاهد قبل يومين أحد برامج التوك شو التى لا أشاهدها إلا مصادفة، اكتشفت أن المتحدثين اللذين أعرفهما ينقصهما الرابط الأخوى الذى ينشأ بين البشر بسبب قراءة الأدب، وخصوصا الشعر والرواية، هذا الرابط الذى يجبرهم على التحاور ويوعيهم بالأصل المشترك، أعرف أنهما ينظران إلى الأدباء كما تنظر السلطة، مجرد أشخاص يكتبون حكايات أو قصائد، والأذكياء فى هذه السلطة يعتبرونهم قوة ناعمة يجب استثمارها، هم لا يعرفون أنه لا شىء يحمى الإنسان من غباء الكبرياء والتعصب والفصل الدينى والسياسى أفضل من تلك الحقيقة التى تظهر دائما فى الأدب العظيم، الذى يساعد على فهم الحياة وعيشها بطريقة أفضل.
المحللون والمعلقون على الأحداث عندنا لا يعرفون أن الأدب هو أحد القواسم المشتركة لدى التجربة البشرية، والذى يتعرف الناس من خلاله على أنفسهم وعلى الآخرين، بغض النظر عن اختلاف وظائفهم وخطط حياتهم وأماكنهم الجغرافية والثقافية، هو يساعد الأفراد على تجاوز التاريخ، قراءة الأدب الجيد هو مصدر للمتعة بطبيعة الحال، هو قوت الروح المتمردة، يأخذك لتقابل أشخاصا فى بلاد وثقافات غريبة لتعيش معهم وتنحاز لأشواقهم، وسيختصر الشعراء لك طرقا فى الفهم لكى تكف عن الثرثرة، يوسا قال إننا دون قراءة كافكا مثلا لم نكن لنستطيع فهم الشعور بالعجز لدى الفرد المعزول المضطهد، عدم قراءة الأدب لم يخلق إلا الارتياب وجنون العظمة، ويولد الكراهية.. التى شاهدتها قبل يومين مصادفة.