هل تواجه مصر وحدها خطر الخلايا الإرهابية العائدة من جحيم سوريا؟ وهل تواجه مصر الخلايا الإرهابية العائدة من سوريا فقط، أم الوافدة من عدة جهات فى مقدمتها تركيا وقطر والسودان والعراق وليبيا؟
فى مناسبة سابقة نبهنا إلى خطر لوردات الحرب، وسماسرة النزاعات المسلحة الذين يتوارون وراء الشعارات الدينية، لينفذوا مهام توريد المقاتلين إلى أماكن الاشتعال، وصناعة الفوضى من أفغانستان إلى سوريا وليبيا، وأشرنا إلى دور محمد الظواهرى تحديدا فى هذا المجال، والدعم الذى تلقاه من الخارج عبر صلاته بالقاعدة وعلى رأسها أخوه أيمن الظواهرى، والداخل من جماعة الإخوان الإرهابية.
سماسرة الحروب هؤلاء نجحوا فى كسب الجولة الأولى من المعركة، لابد أن نعترف بذلك كخطوة أولى لمواجهتهم، فقد عملوا على توظيف يأس قطاع كبير من الشباب، وتوجيه طاقة اليأس هذه إلى رغبة فى الانتقام من المجتمع وممارسة العنف والقتل، وعبر إعطاء هذا التوجه غطاءً قشرياً دينيا يمكن لآلاف الشباب، أن يذهبوا إلى الموت راضين سعداء، لكنهم فى طريقهم إلى الجحيم، سيفجرون عشرات المؤسسات، ويدمرون المنشآت العامة والخاصة وسيقتلون أبرياء لا ذنب لهم.
نعود للسؤال الأول، هل تواجه مصر وحدها العائدين من سوريا؟ بالقطع لا، فالمنطقة بأسرها ستتعرض لموجة جديدة من العنف الإرهابى غير المحدود، وغير المنظم، لأن القائمين على تصميم وتنفيذ العمليات الإرهابية الجديدة يعتمدون منهج الخلايا العنقودية المنفصلة، أو الخلايا المحدودة التى تقوم بعمليات من مرة واحدة إلى ثلاث عمليات، ثم تكمن استعدادا لتنفيذ مهام أخرى.
ومع اندلاع الموجة الإرهابية الجديدة التى نشهد بداياتها الآن فى مصر، لن تكون الدول الراعية للإرهاب بعيدة عن هذه النار، فتركيا المعبر الأول للجحيم السورى، ستكتوى بالنار قريبا جدا، والدوحة الممول الأساسى للفوضى والحروب الأهلية العربية، ستشتعل بدورها، بل وأوروبا التى تضع خرائط وتصميمات للمنطقة جنوب وشرق المتوسط، باعتبارها مناطق يمكن إعادة صناعتها بالكامل، سيعود مقاتلوها الأشاوس من الجحيم إلى مدنها الحديثة ليذيقوها العذاب.
لكن كيف تواجه مصر خطر العائدين من سوريا؟ المواجهة تبدأ بتوسيع دائرة الاشتباه فى جميع العائدين من أربع مناطق أساسية، سوريا، تركيا، قطر، ليبيا، فهذه الجهات الأربع التى تبدو منفصلة، مرتبطة ارتباطا وثيقا فى صناعة الإرهاب وتصديره وإدارته.
أيضا مواجهة الإرهاب العائد من مناطق الاشتعال، تبدأ بقتل اليأس لدى قطاع كبير من الشباب ومعدومى الدخل، بصناعة الأمل فى المستقبل وإيجاد الفرص للحياة الكريمة للملايين الذين يبحثون عنها، ويتمنون أن يكونوا مواطنين صالحين، وهذا التوجه هو الفيصل فى مواجهة موجات الإرهاب المقبلة.
ثم لا يمكن أن تنجح الأجهزة الأمنية وحدها فى مواجهة إرهاب متشعب وغير تقليدى، بل يجب إشراك المجتمع بكامل فئاته وطبقاته فى هذه الحرب من خلال إطلاق مشروعات قومية، تعزز انتماء المواطن لبلده وتجعله أول حارس ومدافع عن بلاده، لشعوره بأنه شريك ومالك وصانع لحاضرها ومستقبلها، فهل نستطيع تحقيق هذه الأهداف الثلاثة لحماية أمننا الوطنى.. الله المستعان
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة