هل يتعلم محلب من دبى؟

أعرف أن هذه ليست المرة الأولى التى زار فيها المهندس إبراهيم محلب، دبى، لكن المؤكد أنه شاهد مدينة استثنائية فى اليومين السابقين حين دعى للتحدث على هامش منتدى الإعلام العربى الذى ينظمه نادى دبى للصحافة.

لذا يجب علينا أن نسأله.. ألا تحلم وأنت رئيس وزراء مصر بأن ترى القاهرة مثل دبى، من حيث انضباط النظام المرورى وشيوع النظافة فى كل مكان وانتشار الحدائق الخضراء؟ ألا تتمنى وأنت الرجل الثانى فى الدولة أن تصنع مدينة مدهشة يسعى إليها العالم من كل مكان، ويأتيها الرجال من كل فج عميق «تستوعب دبى من البشر ما يمثل نحو 200 جنسية أجنبية».
ألم تفكر لحظة يا رئيس وزراء مصر كيف أمكن لهذا البلد الطيب - الإمارات - أن يصبح محط أنظار العالم فى ظرف عقود قليلة للغاية؟ وكيف صارت السياحة مصدر رزق وفير لأهلها؟

لا تقل لى إن مواردنا المالية قليلة بالقياس لهم؟ ولا تردد ما كان يقوله مبارك ووزراؤه البؤساء بأن الزيادة السكانية تلتهم الموارد «فاكر حين كان رئيس الدولة يعايرنا ويقول ها أأكلكوا منين؟!» من فضلك لا تتكئ على هذه الحجج البالية، لأن الموارد المالية فى مصر لا بأس بها لو تم استغلالها بشكل جيد، ألم تسمع عن المليارات التى تضعها الحكومة فى الصناديق الخاصة للوزارات والهيئات لتذهب إلى جيوب المستشارين ورؤساء مجالس الإدارات والأعضاء المنتدبين دون حق؟ ألا تفكر فى فرض ضرائب كبيرة على أثرياء هذا البلد كما تفعل كل الدول «الرأسمالية المحترمة»؟ لأن حكوماتنا منذ السادات تدلل دومًا الأثرياء، أما البشر فهم أكبر مورد للإنتاج لو تم استثمارهم بطريقة لائقة.

يا رئيس الوزراء.. سل أى مصرى يعيش فى دبى عن شعوره تجاه الإمارات لتسمع منه كيف أن جل أحلام المصريين أن يروا مصر مثل دبى قد تخلصت من الفوضى، وأنهم يطمعون فى أن تغدو القاهرة مدينة صالحة للمعيشة الآدمية.

يا رئيس الوزراء.. لقد منحتنى المقادير نعمة العيش فى دبى فتعلمت منها الكثير، وليت حكامنا الجدد يتعلمون من هذا البلد الطيب!