فى الكتب قاعدة نظرية تقول إن كل صغير يتصرف فى كبره وفقا لما تربى عليه، وأى سلطة سياسية ترغب فى وضع تصور لعلاقتها المستقبلية بالمواطنين
ماعليها سوى أن تراجع ماضى نشأة كل فئة عمرية، لتحصل على صورة كاملة للتصرفات المتوقعة من كل جيل.
وفقا لإحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء عن التركيبة السكانية للشعب المصرى، يوجد حوالى 30 مليون شاب من سن 14 وحتى 35 سنة
تشعر السلطة باضطراب، وهى غير قادرة على قراءة ردود فعل هذه الفئة العمرية، وتشعر بقلق من تصرفاتها السياسية المستقبلية إزاء السلطة، خاصة إذا وضعنا فى الاعتبار مفاجآت هذه الفئة فى 25 يناير 2011 وفى 30 يونيو 2013.
تريد السلطة أن تحصل على صورة جينية لهذا الجيل الذى أسقط مبارك ومرسى، وما على السلطة سوى أن تنظر إلى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى الذى شكل وجدان هؤلاء الذين يتحركون فى المجال العمرى بين الـ17 و 40 عاما، لعلها تفهم ماقد تواجه.
- أنت أمام شباب، الواحد منهم كان يجلس فى طفولته بالعشر ساعات يوميا لمتابعة العراك الأبدى بين « توم وجيرى»، وتتنقل مشاعره لتتعاطف مع « توم» مرة، ومع «جيرى» مرة أخرى، دون أن يدرى أن مسلسل كارتونى يزرع فى وجدانه بذرة لشجرة كبيرة، لا تثمر سوى إيمان بأن المعارك أبدية
والمكسب والخسارة مثلها مثل بندول الساعة «رايح جاى»، والتعاطف مع طرف ضد الآخر لا يعنى دعما مستمرا بلا حساب، لأن مؤشره يتغير من حلقة إلى أخرى.
- أنت أمام شباب، الواحد منهم كان يجلس مسلوب العقل والوجدان، وهو يشاهد قبضة مازينجر الصاروخية تدمر وحوش أبو الغضب، دون أن يدرى أن مسلسلا خياليا، يعلمه أن الخلاص من الوحوش التى تشكل حاشية زعيم الشر، ودرعه الأول، مرحلة أولى للخلاص من الزعيم نفسه.
- أنت أمام جيل عاش سنوات من عمره، يسمع محمد الحلو وهو يردد كلمات سيد حجاب: (من اختمار الحلم ييجى النهار.. واللى له أول بكرة حيبان له آخر، وبكره تفرج مهما ضاقت علينا)، دون أن يعلم أن أغنية لمسلسل كان يظنه وهو طفل مملا، تزرع فى كيانه إيمانا بأن كل صبر على حلم يصنع منه واقعا ونهارا وفرجا بعد ضيق، تظن السلطة أنه كاف لقتل الأحلام.
- أنت أمام جيل كان الطفل منهم يشاهد ماجد، وهو يهزم بسام القوى صاحب كل الإمكانيات، لأنه يمتلك الإرادة والصحبة الحلوة، مثل مازن وياسين وعمر
دون أن يدرى أن الساعات التى قضاها وهو فى انتظار وصول ماجد للكرة الطائرة فى الجو، عبر 10 حلقات، كانت ساعات تأمل وتدبر فى أن الإرادة والصحبة يصنعان المستحيل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة