حنان شومان

مش السيسى ولا حمدين خالص

الجمعة، 23 مايو 2014 12:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا حديث فى المدينة، ولا فى كل مدينة، ولا على مواقع التواصل الاجتماعى ولا على المقاهى ولا على الأرصفة، ولا فى النوادى ولا فى الغرف المغلقة أو حتى الغرف المفتوحة، ولا فى مقال أو تحقيق، لا حديث إلا عن السيسى وحمدين والانتخابات الرئاسية المصرية، ولا حديث فى الجد أو الهزل وفى الصدق أو الكذب أيضاً إلا عن حمدين والسيسى والانتخابات الرئاسية المصرية، ولا حديث فى الإذاعة أو التليفزيون، فى السياسة أو الفن أو الرياضة أو الطب إلا عن السيسى وحمدين والانتخابات الرئاسية المصرية، ولهذا فقد قررت أن أسبح ضد التيار، فحديثى معكم اليوم مش السيسى ولا حمدين خالص، فى الأسبوع الماضى أرسل إلى بعض القراء المحترمين عبر الإيميل تعليقات على مقالاتى مؤخراً، يعتبون فيها علىْ أنى صرت أتناول الشعب بالتقريظ أكثر مما أتناول الحكومة والحكام، ويتهمنى بعضهم سامحهم الله بأنى صرت أخاف، ويتساءلون عن التغيير الذى أصابنى، وها أنا أرد عليهم بما سبق وذكرته، فما قيمة حاكم عظيم يحكم شعباً غير كذلك، وغير مستعد للتغيير، وبنفس المنطق هل هناك حاكم ضعيف، ممكن أن يستمر فى حكم شعب واع ومتيقظ ومهتم بأن يتقدم؟! أظن أن الإجابة بلا طويلة جداً ولهذا فأنا مهمومة أيها السادة القراء بالشعب حالياً، أكثر من همى بالحاكم، حيث أن غيرى آلاف فى الإعلام وملايين فى كل مكان مهمومون بالحاكم المنتظر، والحكام، أى الحكومة وتقريظهم كلما سنحت لهم الفرص وهى كثيرة.

أرجو أن يكون ردى على السادة بعض القراء وغيرهم ممن تدور فى عقولهم نفس الاتهامات تجاهى، أو تجاه من يسلك مسلكى، وإن كنا قلائل ،ولهذا فلدى اقتراحان يخصان الشعب المصرى العظيم.

1 - الكراكيب:

قد تعرف أو لا تعرف أن مصر بلد الكراكيب بامتياز فهى البلد الوحيد فى العالم التى يستخدم أهلها الشرفات فى جمع الكراكيب بدلاً من جعلها مكانا يسر البصر، وخد عندك كم مصلحة حكومية أو حتى غير حكومية ذهبت إليها ووجدت الطرقات ومكاتب الموظفين وحتى مكاتب المديرين تعج بالكراكيب من أوراق أو لوحات أو حتى طفايات تعلوها الأتربة ولا يقترب منها أحد بالتنظيف، لأنها كراكيب لا تُستعمل، وخد عندك كمان فلتلق نظرة على بيتك أنت، وحجرتك وحقيبة يدك، لو كنت إمرأة كم من الكراكيب ستجدها بغض النظر عن مستواك المادى أو الاجتماعى فكلنا فى الكراكيب سواء.

ولا تظن أن الكراكيب فقط فى الجماد والملابس وغيرها من الأشياء، ولكنها تنسحب أيضاً على علاقتنا بالبشر، فكم من علاقة تعرف أنها غير مجدية وتستمر فيها بمنطق يمكن تنفع وقت عوزة، كما تفعل مع كراكيبك الأخرى، الكراكيب أسلوب حياة فى مصر بداية من شرفاتنا وانتهاءً بمسؤولينا وعقولنا. كن إيجابياً وقرر أن تنفض عن نفسك الكراكيب، وابدأ بدولاب ملابسك بحقيبتك بمكتبك بشرفة بيتك، بسيارتك لو كنت تملك واحدة، وصدقنى ستشعر بتغيير يعتريك وتخيل لو انسحب التخلص من الكراكيب على كل شىء فى حياتك، كيف ستكون حالتك وحالة شعب يعز الكراكيب ويتمسك بها.

2 - الطعام لكل فم:

فى مصر بنك للطعام، لأن المقولة التى تقول إن مافيش حد بيبات من غير عشا غير صحيحة، فهناك من يبيت بلا عشاء، وهناك من يصحو بلا إفطار وهناك من لا يأكل بين هذا وذاك، فى مصر أغلب أطفال المدارس يعانون سوء التغذية، رغم أن هناك وجبة مدرسية، فى مصر كل شىء وعكسه، لأننا شعب لا يقدر أنه يستدين ليأكل، ويستورد أغلب طعامه حتى لقمة العيش.

فى بعض دول أوروبا الغنية تفرض بعض المطاعم على روادها غرامة مالية إذا ما تركوا بقايا طعام فى أطباقهم، رغم أن الزبون يدفع ثمن هذا الطعام ولكنه إذا ما ترك بقايا يدفع غرامة، لأن هذا معناه أنه أفسد الطعام على غيره، فتخيل مثلاً لو هذا النظام طبقناه فى مصر ماذا سيحدث، غالباً فإن غالبية المصريين سيمسكون فى خناق بعض، وبالمناسبة لا يختلف فى ذلك الفقير عن الغنى إلا بنسب قليلة، وفى أصناف معينة.

فى ثقافة بعض الطبقات وهى كثيرة، لابد أن تترك بقايا من طعامك لتدلل أنك من أصل شبعان، وهى ثقافة الجهلاء، مهما تعلموا وثقافة الإفتراء مهما تدينوا. والغريب والمثير أن الشعوب الموسرة تحترم بقايا الطعام، رغم أنها لا تستدين لتأكل، وربما لهذا السبب هم ميسورون ونحن مأزومون، لا تترك بقايا طعام فى طبقك، ولا تقطع العيش وتلقى ببقيته ربما تصبح ونصبح جميعا ميسورين قول يارب.

وعود على بدء لهؤلاء الذين يظنون أن حل كل مشكلاتنا وهمومنا فى يد رئيس قادم، سواء السيسى أو حمدين، انسوا الحكاية مش السيسى ولا حمدين خالص دى حكاية شعب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة