عادل السنهورى

«إعلام الفتنة».. فى منتدى دبى

السبت، 24 مايو 2014 10:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السؤال الذى شغل أكثر من 2000 من خبراء وقيادات الإعلام وكبار الكتاب والصحفيين والمفكرين العرب فى منتدى الإعلام العربى فى دبى الأسبوع الماضى، هو كيف يستعيد الإعلام رسالته الأخلاقية والفكرية والتنويرية، ويستعيد توازنه واتزانه من حالة الاستقطاب الحاد بعد ثورات الربيع العربى، بعد أن أصبح الإعلام بتنوعاته طرفا أساسيا فى الخلافات السياسية والطائفية، وتحول كثير من منابره إلى أداة توظيف سياسى، دون مراعاة لأى ضوابط وطنية وقومية وأخلاقية، والعمل خارج القواعد والمعايير المتفق عليها فى عالم الإعلام المسؤول؟!

المفارقة فى النقاشات التى دارت فى المنتدى أن حالة الاستقطاب السياسى ألقت بظلالها وغيومها على كلمات ومداخلات بعض المشاركين، والاتهامات كانت جاهزة لقنوات فضائية بعينها بالتحريض الإعلامى والفتنة، وتحولت الجلسات المخصصة إلى ما يشبه جلسات محاكمة تطالب برأس هذه القنوات.

الأزمة فقط لم تقتصر على اتهام الإعلام الرسمى بقنواته الحكومية والخاصة، وامتدت لتشمل الإعلام الجديد، أو إعلام مواقع التواصل الاجتماعى الخارج عن نطاق التشريعات والقوانين الحاكمة للمشهد الإعلامى العربى، والذى أصبح بالنسبة لكثيرين من مستخدميه مصدرا إخباريا ومعلوماتيا مهما وبخاصة لشريحة الشباب. فحسب تقرير صادر عن المنتدى، هناك 71 مليون مستخدم لهذا النوع من الإعلام سواء الفيس بوك أو التويتر فى العالم العربى، وحوالى %30 منهم يعتبرونه مصدرا رئيسيا للأخبار وبخاصة فى مصر.

هنا نطرح سؤالا آخر، فإذا كان من المنطقى أن يستعيد الإعلام الرسمى توازنه بتفعيل مواثيق الشرف والقواعد والضوابط المهنية والسلوكية، فماذا عن إعلام الفيس بوك وتويتر؟
واقع الحال أن ظاهرة الفيس بوك والتويتر أصبحت أمرا واقعا فى المشهد الإعلامى ولها تأثير فى شريحة عمرية تمثل أكثر من %50 من عدد سكان مصر والدول العربية، ومصدرا حيويا ومهما لتداول المعلومات غير الموثقة، ونشر الشائعات والتحريض دون خطوط حمراء، أو التزام بقيم أخلاقية واجتماعية.

فهل يبدأ التفكير فى وضع ضوابط وتشريعات تلزم هذه المواقع بمعايير الموضوعية المهنية؟ أم يترك «الحبل على الغارب» بما يهدد السلام الاجتماعى، وإذكاء لروح الفتنة والعصبية فى المجتمع، وهو ما لا يسمح به فى دول كثيرة.

التحديات كثيرة أمام الإعلام العربى فى المرحلة القادمة، أولها العودة إلى الدور والوظيفة الأصيلة له فى نشر قيم المواطنة والمساواة، والتوعية بخطورة التحريض والفتنة على الاستقرار والتنمية الذى ينشده الناس.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة