ثلاثة أيام فى تونس التقينا بممثلين من الدول العربية ضمن مؤتمر للبنك الدولى عن إصلاح ومراقبة الأداء الحكومى والشفافية، التقينا ممثلين من دول مختلفة من الأردن والمغرب والعراق وتونس وفلسطين واليمن وليبيا ولبنان وطبعاً مصر.
كان هناك ممثلون عن دول مثل البرتغال والمكسيك وكولومبيا، موضوع المؤتمر سنتحدث عنه لاحقاً، الأهم هو أن أحاديث وحوارات مواطنى الدول العربية تكشف أن الأمور متشابهة، خاصة فى دول الربيع العربى، تونس اليمن مصر لا تزال تحاول البحث عن إشارة نحو المستقبل، والشعوب التى ثارت ضد الاستبداد والظلم لم تعثر بعد على نتائج هذه التحولات، أنظمة تغيرت وأوضاع لا تزال ثابتة.
طبعا مصر تبدو السؤال الدائم، وهل تنهى الانتخابات الرئاسية الجدل المستمر خلال سنوات، السؤال يتعامل على أن السيسى قادم، والسؤال: إلى أى مدى سوف ينجح فى تغيير الأوضاع؟
ما جرى فى مصر وتونس دفع أنظمة الحكم فى دول مثل الجزائر والمغرب لإجراء تغييرات، الملك المغربى أجرى تغييرات واسعة، دستور جديد، عدالة انتقالية وتعويضات لضحايا نظام الملك الحسن، والده، وفى الجزائر اضطر الرئيس بوتفليقة لإجراء تغييرات، لكنه تمسك بالترشح بالرغم من السن.
فى الأردن جرت تعديلات حكومية واقتصادية. فيما بدا أن الدول التى لم يصلها الربيع استفادت أيضاً، بينما دول مثل مصر وتونس واليمن لا تزال تبحث عن بوصلة نحو المستقبل، وهناك تفاؤل بأن هذه الدول سوف تجد طريقها فى النهاية.
تشغل مصر مكانا بارزا فى هذا السؤال، ومستقبل ما سوف يحدث فى القاهرة، سوف تؤثر نتائجه مباشرة أو بشكل غير مباشر على المنطقة، وما جرى مع الإخوان فى مصر، أفاد الأحوال فى تونس، ودفع حركة النهضة للتراجع عن احتكار السلطة.
وطالما مصر وتونس، تأتى ليبيا والوضع فى ليبيا كأحد أهم عناصر القلق فى تونس ومصر، وإلى أى مدى يمكن أن تنتهى الأوضاع بين اللواء حفتر ومصير الحكومة والمؤسسات، والليبيون سواء كانوا مع حفتر أو ضده يرون أن الجماعات المسلحة والإرهابية التى تعيث فسادا وعنفا وقتلا تمثل أسوأ الأوضاع ما بعد سقوط القذافى، وكميات السلاح تجعل الأكثر تسلحا يفوز، تلمح الخوف على وجوه الليبيين واضحا من فوضى وانفلات وغياب للدولة.
الحال فى ليبيا مثل العالم العربى يبدو فى وضع انتظار، ونتائج ما يحدث سوف تؤثر فى الجميع، الكل ينتظر وينتظر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة