تسأل الواحد منهم: ستصوت لمن؟ يقول لك بثقة مصحوبة بابتسامة خفيفة: أنا مقاطع، تقول له ليه؟، يعتبر سؤالك استخفافا بقضيته الغامضة وربما ظهرت عليه علامات الجهامة المصحوبة بخيبة الأمل فى حضرتك، والمقاطعون أنواع، نوع بارد لم يكن فى يوم من الأيام موجودا على الخريطة وإذا قلبت فى الدفاتر ورجعت قليلا إلى الوراء ستكتشف أنه كان من حماة التوريث قبل يناير، وربما شارك فى معارك صغيرة فى عمله (أى عمل) ضد الغاضبين على رؤسائه، هذا النوع عرف طريقه إلى التحرير أو القائد إبراهيم متأخرا، وهو مثل الذى ذهب إلى الحج والناس عائدون، وأصبح مع الوقت ذا صوت عالٍ فى محيطة وربما نزلت عليه الحكمة ووجد أناسا يفكرون مثله، ويصبح ظهورهم معا يعنى أن ثوارا أحرارا هناك مصرون على تكملة المشوار.
يوجد نوع ثان يعتبر المشاركين فى التصويت لا يعرفون مصلحتهم وأنهم سيندمون لا محالة، وهذا النوع يتميز بطاقة سلبية جبارة تجعله نجما على شبكات التواصل الاجتماعى، كما يوجد النوع الساخن الذى يعتقد أن الصفاقة وتصيد الأخطاء لأصحاب الآراء المخالفة وسيلة لحجز مكان مناسب فى طوابير المعارضة، يوجد أيضا المقاطع الفلسفى الذى اعتبر يناير مؤامرة وبعد يونيو اكتشف غربته الوجودية، وبالتالى يسهر حتى الصباح وهذا النوع يتحدث أكثر من غيره عن الديمقراطية وليس مضطرا للاشتراك فى أى انتخابات، يوجد المقاطع الممول والنحنحوح الذى يعانى من التهابات نفسية حادة والحانق، لم يعمل خبراء الطب النفسى عليهم لأنهم ليسوا نجوما، وجودهم الفلكلورى مطلوب بشدة لكى تمر الانتخابات على خير.