عيون العالم تترقب اليوم ملايين المصريين فى طوابير الانتخاب من جديد لاختيار رئيس مصر القادم بحرية وإرادة وطنية فى مشهد يتوقع له الجميع فى الداخل والخارج أن يعيد استنساخ أيام 30 يونيو و26 يوليو وفى التصويت على الدستور وفى تصويت المصريين بالخارج على الرئاسة.
إذن المصريون أمام تحد جديد عليهم فيه أن يثبتوا أن ما حدث هو إرادة شعبية ضد نظام حكم دينى استبدادى وأن ما حدث ثورة شعبية امتلأت بها شوارع وأزقة وميادين مصر المحروسة وشاهدها العالم أجمع فى انبهار واندهاش غير مسبوق، فكيف لشعب لم يثر منذ مئات السنين، يتمكن فى أقل من ثلاث سنوات من القيام بثورتين ضد الاستبداد السياسى والفاشية الدينية بشعار واحد عيش حرية عدالة اجتماعية. هذه معجزة الشعب المصرى الصابر والمثابر والمكافح وهذا سر عبقريته عندما يتعرض الوطن للخطر، تجده محتشدا صفا واحدا لا تمييز فيه بين مسلم ومسيحى أو بين رجل وامرأة أو صغير وكبير، الكل على قلب رجل واحد للدفاع عن الوطن وتلبية النداء والضرورة الوطنية.
النزول اليوم والمشاركة بالملايين هو فرض واجب شرعيا ووطنيا، فالمقاصد واضحة وبينة من النزول إلى لجان الانتخابات والمصلحة العامة للوطن متحققة ولا ريب، رغم كل دعاوى الفتن وأباطيل الفرقة وزرع روح الكراهية فى الشعب. النزول والمشاركة بأعداد كبيرة ورسم صورة المستقبل بأجساد المصريين أمام لجان الانتخابات هو أمل و«بشرة خير» لتحقيق الحلم وبناء غد أفضل للأجيال القادمة، فالمصريون بالخارج أبهروا العالم وكان وقوفهم أمام السفارات والقنصليات بمثابة الصدمة القوية لتتار العصر الحديث وعبدة الظلام والإرهاب، وتحت أقدام المصريين سقطت كل الأوهام والأكاذيب وملايين الدولارات التى أنفقها الإخوان لاستعداء الغرب وأمريكا ضد الشعب المصرى وضد إرادته فى التغيير، أثبت المصريون أن هذه الجماعة الملعونة قد لفظوها للأبد بعد أن قدمت أسوأ نموذج فى الحكم وأسوأ نموذج فى المعارضة.
فى الداخل المصريون ليسوا أقل من الخارج، لا يخافون أحدا ولا يخشون إلا الله، وسوف يؤكدون للعالم من جديد أنهم أصحاب إرادة حرة وأنهم أحرار فى رسم مستقبلهم وبناء وطنهم على أسس العدالة والحرية.