لا فرق بين أحزاب المعارضة وتكييف مكتبى، كلاهما صوته مزعج بلا أى نتيجة (زززززن وبس). لسنوات طويلة تخصصت أحزاب المعارضة فى أدوار الكومبارس (لا بتهش ولا بتنش). لم تتعلم من ثورة هذا الشعب أى شىء يذكر سوى الهرولة على الغنائم لذلك كانت دائما مثل التكييف الخربان أيام مبارك ومع مرسى وإثناء المراحل الانتقالية. فقط بعض التيارات التحررية كانت تقوم بدور التهوية من وقت إلى آخر وإن كان معظمها الآن قد همد إما لأنها دخلت إلى قائمة الغباوة والأحزاب أو دخلت إلى قائمة العداوة والإرهاب أو (اتحرق الكمبروسور) فى ظروف غامضة. وكان لهذه التيارات التحررية الفضل الأول فى قيام ثورة يناير ولم تفهم الأحزاب التقليدية ماذا يحدث حينها إلا بعد أن سقط النظام. على أى حال مصر اليوم فى عيد وتنتقل إلى عهد جديد وبعد أيام قليلة سيتولى رئيس جديد المسؤولية وكلنا أمل وتفاؤل فى قدرته على شحذ الهمم وقيادة الجماهير. ولكن نجاح أى نظام ديمقراطى يعتمد على ثلاثة أضلع، أولها رئيس منتخب وثانيها معارضة فعالة وثالثها شعب واعٍ. ولا يقصد بالمعارضة هنا الاضرابات والاحتشاد والتظاهر لإسقاط النظام كما يتخيل البعض بل يقصد بالمعارضة وجود أحزاب وتيارات سياسية متنوعة تهتم بالشأن العام وبتلبية المطالب والاحتياجات الجماهيرية ويكون لها رؤية اقتصادية واجتماعية وسياسية مختلفة عن بعضها البعض لتساعد على ممارسة الديمقراطية وتداول السلطة ولتعطى خيارات مختلفة ومتنوعة للجماهير. بل أن المعارضة السياسية هى الأصل فى تقويم الحاكم وإصلاح مساره فهى تساعده على تدارك أى أخطاء تنفيذية أو اقتصادية وتدفعه لتعديلها أو تغييرها لذلك قال تشرشل (انصت لمعارضيك قبل أن تسمع محبيك). أقول هذا بقلق فأنا على يقين من أن قوة أى دولة تقاس بقوة المعارضة فيها. فلا يوجد برلمان مؤثر أو سلطة تشريعية فعالة بدون معارضة. فما هو تصوركم لبرلمان مصر القادم خاصة بعد أن احترقت كل تيارات المعارضة أو انبطحت فى الفترة الأخيرة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة