لا نحتاج الكثير من الكلام لنتحدث عن سعد هجرس، فهو مايزال يعيش بيننا لم يغادرنا، له مع كل موقف مقال ومع كل شخص صورة وسهرة وحوار.. سعد هجرس صديق للكل، يحظى بالاحترام والتقدير، الذى يستحقه. وينضم سعد هجرس إلى عدد من كتاب ومفكرين فقدناهم على مدى السنوات الأخيرة ممن ينتمون لجيل الكبار بالرأى والفكر والقدرة على إقامة حوار حقيقى والإبقاء على خيوط الود والتواصل مع المختلفين قبل المتفقين.
كانت لنا مع الأستاذ سعد هجرس رحلات ولقاءات عابرة فى مناسبات أو ندوات، كان فيها دائما يغطى من حوله بابتسامة تستوعب الكل، ويمتلك القدرة على مد جسور الود الإنسانى الراقى، بخليط من الأفكار العميقة والتواضع والبشاشة والحضور الذى يفرض الاحترام من دون ادعاء. فهو الأخ والأب والصديق للكل لا يفرق بسبب السن أو المستوى الفكرى. لهذا يبقى حاضراً دائماً يضىء لمن حوله.
قبل سنوات أسعدنا الحظ بجولات مع الأستاذ سعد فى الإسكندرية، امتدت بنا خيوط الحوار نهاراً وليلاً، امتدت بنا السهرات، وتكررت اللقاءات فى ليالى القاهرة، وأيامها، وحتى فى شهور مرضه الأخيرة، لم يكن يتوانى عن تلبية أى دعوة ليعلن فيها رأيه، ويمد خيوط الحوار من اليسار لليمين، ويحرص على أداء واجبه حتى النفس الأخير.
وحتى فى أيام مرضه كان يجد الأعذار للآخرين. عندما نلتقى فهو يعاتب بصمت هؤلاء الذين تقاعسوا عن زيارته والسؤال عنه. من دون أن يجلدهم، رحل سعد لكن سيرته باقية، ودروسه مستمرة، مثالاً على هؤلاء الذين يتركون آثارهم فينا وفى الآخرين، دون ضغط أو إكراه.
ولهذا لن نقول وداعاً، بل سلاماً أيها الأخ والصديق والقلب الأبيض والأستاذ.. يرحل من نحبهم ونحملهم فى قلوبنا قبل أن نقول لهم إنهم ثروتنا فى الدنيا. سلاماً سعد هجرس.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة