مشهد الأمس أمام اللجان الانتخابية فى جميع محافظات الجمهورية والطوابير التى امتدات لعشرات ومئات الأمتار أمام اللجان، تؤكد أن هذا الشعب اختار الحياة، وأن القدر يستجيب له الآن بإرادته الحرة وباختياره لرئيسه القادم ليواجه تحديات المستقبل لبناء الوطن الجديد ومصر الجديدة التى تحملت الكثير من أجل الوصول إلى هذه اللحظة الفارقة فى تاريخها الحديث والمعاصر، وتؤكد أيضا أن الشعب المصرى تحدى كل التهديدات والمخاوف التى حاولت جماعة الإرهاب من خلالها ترويع الشعب لتعطيل العملية الانتخابية وتشويه يوم العرس الانتخابى، وأنه قاهر كل الظروف فى أوقات المحن والشدائد، ولا يقف فى وجه مستقبله أحد إذا وثق فى قدرته وإرادته، وهذا ما حدث فى اليوم الأول للانتخابات أمس.
خرج الشعب بكل فئاته- نسائه ورجاله وشبابه- فى أجواء من الفرحة والسعادة ليدلى بصوته وينتخب رئيسه وهو فى الحقيقة ينتخب مصر التى استغاثت به لإنقاذها من تيه الضياع وبراثن الفتن وأعداء الحياة، ورأى العالم بكل إعلامه الخروج الكبير الذى لا يعنى سوى أن 30 يونيو هى شرعية الشعب ولا شرعية لأحد غيرها، وأن ما جرى بالأمس واليوم هو اختبار ناجح للشعب المصرى فى إظهار قدرته على الإدهاش والإبهار من جديد، فالتوقعات أن يتجاوز عدد الناخبين أكثر من 25 مليون ناخب وربما يصل إلى 30 مليونا مثلما حدث أيام 30 يونيو و26 يوليو. ففى أول ساعتين بعد فتح اللجان الانتخابية كان عدد المصوتين فى اللجان نحو 3 ملايين و600 ألف صوت.
وكما هى العادة فى مشهد الانتخابات تبقى نساء مصر هن «أيقونة عرس الديمقراطية» فلم يخذلن وطنهن أبدا وخرجن من ساعات الصباح الأولى انتظارا لدورهن فى التصويت لصالح مصر، ويكفى مشهد السيدة العجوز التى راحت تبكى أمام إحدى اللجان لأنها لم تجد اسمها فى اللجنة، نساء مصر خرجن لأنهن الأكثر إدراكا وحرصا وخوفا على مستقبل هذا الوطن، دون مزايدات سياسية فارغة واللعب بورقة الشباب والزعم بمقاطعته للانتخابات وكأن الشباب الذى رآه العالم أمام اللجان ليس من النوع الذى يخاطبه نشطاء آخر الزمان وأعضاء «جماعة فيرمونت».
صورة رائعة وبديعة ومبهجة التى رآها العالم بالأمس للشعب المصرى وهو يخطو بثقة نحو المستقبل وبناء وطنه الجديد.