كريم عبد السلام

الحاجة عزيزة

الأربعاء، 28 مايو 2014 10:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحاجة عزيزة حمودة، أكبر معمرة فى محافظة مطروح، متعها الله بالصحة وطول العمر الذى تجاوز حتى الآن 107 سنوات مديدة، قضتها فى محبة عائلتها الصغيرة، ورعاية أبنائها وأحفادها وأحفاد أحفادها.

الحاجة عزيزة، عندما قالوا لها لابد أن تستخرجى بطاقة الرقم القومى وتلتقطى صورة على الكمبيوتر، سألت هو ده فى صالح البلد، وأجابوا نعم، فردت وماله.

الحاجة عزيزة، استخرجت بطاقة الرقم القومى، وواصلت رعاية أبنائها وأحفادها حتى جاء موعد الاستفتاء على تعديلات الدستور، فسألت أبناءها وأحفادها ولديها منهم 114 ابنا وحفيدا، ياأبنائى، هل التعديلات الدستورية فى صالح البلد، فقالوا لها نعم ياأما، ولكن يمكنك أن تستريحى فلديك من الأبناء والأحفاد من يستطيعون أن يكفوكِ عناء المشقة فى سنك المتقدمة، فردت الحاجة عزيزة: ولو، لابد أن أذهب لألبى نداء بلدى، أنتم لستم أكثر وطنية من جدتكم.

الحاجة عزيزة حمودة بسنواتها الطويلة التى شهدت الأفراح والأحزان، وشهدت تداول السلطة على الحكومات والملوك والرؤساء، تؤمن ببلدها، بالأرض، بالناس، بالنبات الذى يشق الأرض الجرداء فى معجزة متكررة كل يوم، وتؤمن قبل كل ذلك بالخالق الغالب على أمره، لذلك عندما قالوا إن هناك انتخابات رئاسية، سألت وهل هى فى صالح البلد، أجاب الأبناء والأحفاد، طبعا ياجدة، فردت خذونى معكم لأدلى بصوتى، ورجاها الأحفاد والأبناء أن تبقى فى بيتها خوفا عليها، واشفاقا على صحتها المتراجعة، لكنها رفضت رفضا قاطعا، وقررت أن تذهب إلى لجنتها الانتخابية سيرا على قدميها، بعد انتقالها من مدينة النجيلة إلى مدينة مرسى مطروح لمسافة تزيد على 70 كيلو متر.

الحاجة عزيزة أعطت لأبنائها وأحفادها درسا بليغا فى الوطنية، «إذا مكنتش أمشى وأتعب عشان بلدى هتعب عشان مين» ياأولادى حبوا بلدكم بالأفعال مش بالكلام.

الحاجة عزيزة عادت من التصويت مرهقة، لكنها سعيدة وراضية، تشعر أنها أدت واجبها، وأرضت ربها ووطنها، ولم يقلقها سوى مجموعات صغيرة من المتطرفين الذين حاولوا إثناء الناخبين عن أداء واجبهم، وتحريض المواطنين ضد بلدهم. الحاجة عزيزة سألت أبناءها وأحفادها.. ياأولادى هما دول مصريين زيينا؟
وابتسم أحفاد وأبناء الحاجة عزيزة قائلين فى نفس واحد: ربنا يهدى ياجدة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة