باحثون: إنسان النياندرتال لم يكن أقل ذكاء من إنسان العصر الحديث

السبت، 03 مايو 2014 04:18 م
باحثون: إنسان النياندرتال لم يكن أقل ذكاء من إنسان العصر الحديث إنسان النياندرتال
واشنطن (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تقول رسالة وجهها اثنان من الباحثين بعد تحليل قرائن قديمة تبين مدى قدرات إنسان النياندرتال -أقرب مخلوق منقرض إلى إنسان العصر الحديث- بأنه ربما لم يكن فى ذكائه دون البشر الذين وطأوا كوكب الأرض قبل نحو 40 ألف عام.

ويقول الباحثان إن نتائج بحوثهما تؤكد أن كائنات النياندرتال لم تكن مخلوقات خرقاء بلهاء كما توصف دائمًا.

ومن بين الأدلة التى ساقها الباحثان على ذكاء النياندرتال وجود أدوات وأساليب معقدة للصيد تستلزم ضرورة توافر العمل الجماعى والتخطيط المسبق واحتمال استعمال لغة للتخاطب بين أفراد إنسان النياندرتال والاستعانة بالأصباغ لتلوين الجسم واستخدام أدوات رمزية على غرار مخالب النسر وأسنان الحيوانات بعد إحداث ثقوب بها لأغراض الزينة على ما يبدو فضلاً عن مهارة توظيف النار فى الأغراض الحياتية.

وقال ويل روبركس وهو عالم فى الأحياء القديمة بجامعة لايدن الهولندية: "لم نعثر على معلومات تعضد فرضية تدنى القدرات الإدراكية والمعرفية فى المجالات التقنية والاجتماعية لـ"النياندرتال" بالمقارنة بنظرائهم من إنسان العصر الحديث".

وأضاف: "لقد عفا الزمن بالفعل منذ وقت طويل على فرضية الكائنات الشبيهة بالبهائم التى تحمل الهراوات والتى اندثرت فى نهاية المطاف عندما اقتحم عالمهم إنسان العصر الحديث المتفوق".

كانت مخلوقات النياندرتال قد ازدهرت فى أرجاء قارتى أوروبا وآسيا منذ نحو 350 ألفًا إلى أربعة آلاف عام إلا أنها اختفت بعد أن وطأ الإنسان الحديث أوروبا قادمًا من أفريقيا.

وكان كثير من العلماء يظن أن النياندرتال كان شديد الغباء وأخرق ولم يكن بمقدوره البقاء على قيد الحياة ومغالبة إنسان العصر الحديث الحاذق والأكثر ذكاء وقدرة على الإتقان والذى اقتحم موطنه.

وقالت باولا فيلا وهى أمينة بمتحف جامعة كولورادو للتاريخ الطبيعى إن الحقيقة فى غاية البساطة، إن الشواهد الوراثية تبين حدوث تزاوج بين النياندرتال وإنسان العصر الحديث.

وأضافت أن نسل هذا التزاوج من الذكور ربما كان عقيمًا وهو الأمر الذى ربما يكون قد أسهم فى تراجع أعداد النياندرتال.

ومضت تقول إن فلول عشائر النياندرتال ربما تكون اندمجت وانصهرت فى نهاية المطاف مع الأعداد الأكبر حجمًا من إنسان العصر الحديث فى عملية اتضحت معالمها خلال بضعة آلاف من السنين.

وقالت: "لم يندثروا تمامًا على نحو ما لأن بعض جينات النياندرتال لا تزال موجودة فى الجينوم الخاص بنا".

ولا تزال توجد بعض الاختلافات التشريحية بين النوعين فمخلوق النياندرتال كان متين البنيان وعريض الجبهة وكان إنسان العصر الحديث أقل بدائية وعلى سبيل المثال كانت أجسام النياندرتال أقصر وأكثر اكتنازًا عن الإنسان العاقل وكان الجزء الأوسط من الوجه أكبر والأنف أكبر حجمًا.

وردت نتائج بحث فيلا وروبروكس فى دورية "بلوس وان" الأسبوع الماضى لتبرز بعض قدرات النياندرتال.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة