ببساطة ومن دون تفاعلات غير مرغوبة، فإن هؤلاء الذين خرجوا وصوتوا للرئيس واختاروا السيسى، ومن يفرحون بنتيجة الانتخابات الرئاسية، هم من خرجوا مرات وفرحوا واحتفلوا ولديهم أمل، سواء كانوا يفعلون ذلك باسم الاستقرار، أو الرغبة فى الخروج من نفق الصراع.
ونفس الأمر مع هؤلاء الذين اختاروا صباحى، أياً كانت النتيجة، فقد أدوا ماعليهم، وأودعوا أصواتهم فى المكان الذى اختاروه، واعتقدوا أنه الصحيح. وعليهم أن يشعروا بفخر حقيقى، لأن حمدين صباحى كان فارسا حقيقيا، ومهما كانت النتيجة، فقد صنعت تأثيراً أضعاف هذه النتيجة، التى تعطى طريقا مهما لبناء تيار وطنى هو الأكثر بروزا فى عالم السياسة المرتبك. وعلى هؤلاء الذين خاضوا المعركة الأصعب مع صباحى، أن يبقوا على شعلة الأمل داخلهم، فالتغيير هو فى الأساس منح الناس الأمل، وربما على الجميع ألا يتورط فى جعجعات اتهام الشعب بأنه لايعرف ولا يفهم. فالشعب هو نحن جميعا، بكل الميزات والعيوب والتناقضات، بشر لا ملائكة ولا شياطين. وهو أمر نلح عليه طوال ثلاث سنوات.
فى المقابل سوف يبقى المندهشون على دهشتهم، والمعترضون على اعتراضهم، والمقاطعون على مقاطعتهم، وعلى كل فريق أن يقدم لنفسه ما يمنحها القناعة. التى تقوم على ماهو موجود، وليس مانريده، لأن الحلول المريحة قد تمنح اليقين، لكنها لا تعطى القدرة على قراءة الواقع ومعرفته.
سوف يفرح كثيرون ويحتفلون كما فعلوا من قبل انتخابات الرئاسة، ومن بين من يحتفلون الآن، من شاركوا فى يناير ويونيو، ومنهم من احتفل بفوز مرسى، قبل أن يخيب أملهم. يخرجون وكلهم أمل أن تستقر الأحوال وتبدأ مصر فى الانتقال من حالة الجمود لعالم التقدم، وأن يحصل المواطنون على حقهم فى الفرص بتكافؤ. هناك الكثير مما يقال، بشرط أن يبقى فى سياق الكيان الواحد. هناك الكثير من الجروح التى تحتاج لتضميد، والشروخ التى تطلب الترميم. وهى أمور لايمكن لفرد ولا تيار وحده أن يفعلها. وهى تجارب أثبتت السنوات الثلاث صحتها.
ولا يمكن أن يظل البعض يفكر بنفس الطريقة طوال ثلاث سنوات، ويتصور طوال الوقت أنه على حق. قد يكون هؤلاء على حق بالقدر الذى يمكنهم من تقديم صورة الأمل لأنفسهم وللآخرين، حتى يمكنهم الاستمرار. ولايمكن أن يكون الواحد على حق لمجرد أن ينتمى لتيار يقول ذلك. أو يطالبون المواطنين بالسير خلفهم فى الضباب، من دون أن يقدموا طريقا للخروج. الأمل كان ولايزال الفريضة الغائبة. من يعيدها سوف ينجح فى الخروج بالبلاد إلى البراح.