فى خضم الأحداث المتلاحقة التى لا تترك للكثير منا حتى القدرة على التقاط الأنفاس، وكذلك فى موجة الأفراح والاحتفالات التى تغمر البلاد هنا وهناك، من الواجب أن نتوقف عند المحطات الهامة التى من دونها لم نكن نستطيع أبداً أن نستكمل المشوار.
أود أن أقوم بواجب يمليه على ضميرى، وأعلم جيداً أن هناك ملايين من أبناء الشعب المصرى يباركون ويؤيدون، وهو الشكر والامتنان الممزوج بحب وتقدير شديدين، لسيادة المستشار الجليل عدلى منصور.
هذا الرجل الذى يعد نموذجا متجسدا للأخلاق الكريمة والتواضع الجم والإخلاص الواضح وأخيراً الوطنية الجارفة.
سيادة المستشار قد وعدت وأوفيت، ولا يمكن لأحد أياً من كان أن ينكر الدور الحساس الذى أديته بسلاسة وتوارى دون أدنى تقصير وبكل تفانٍ.
هذا الرجل الذى رفض أن يتقاضى مقابلا ماديا عن منصبه كرئيس مؤقت للبلاد، هذا الرجل الذى قبل أن يتولى المسئولية فى ظل أسوأ وأحلك الظروف التى مرت بها البلاد.
هذا الرجل الذى وضح للجميع وضوح الشمس زهده الأكيد فى المنصب وإن كان يريد لاستطاع.
هذا الرجل الذى يتوافق عليه جميع المختلفين من هنا وهناك، وتتوحد نحوه جميع الآراء.
هذا الرجل الذى إن كان هو المرشح الرئاسى لاتفق على دعمه كل القطاعات المتناحرة اللهم باستثناء الإخوان المجرمين.
هذا الرجل الذى كان طيلة مدة توليه المنصب واجهة مشرفة للبلاد، يحظى باحترام الجميع، من يتمنى لمصر السلامة ومن يضمر فى نفسه ما يضمر.
هذا الرجل الذى إذا تحدث أوجز وأصاب، وخاصة فى توقيت كنا نفتقر فيه إلى العقل والحكمة فى آتون الجنون والثرثرة.
شكراً عدلى منصور، لن تنسى مصر ولا شعبها الأصيل الذى لا ينكر أبداً الجميل ما قدمته لها فى هدوء، ودون مراءاة، ونحن نعى جيداً أنه كان عبئاً ثقيلاً لم تكن ترغب فيه يوماً.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة