اغتيل الصديق الكاتب الصحفى الليبى «مفتاح عوض بوزيد»، رئيس تحرير صحيفة «برنيق»، برصاص الإرهابيين من جماعة «أنصار الشريعة» أحد أجنحة «القاعدة» وأحد أجنحة الإخوان المسلمين التى تمولها قطر بالقرب من فندق «تيبستى» بمدينة «بنغازى»، وأكد لى بعض من أصدقائنا الكتاب الليبيين أن جثة الشهيد نقلت إلى مستشفى الجلاء للجراحة والحوادث ببنغازى بعد إصابته بعدة إطلاقات نارية، وأكدت مسؤولة المكتب الإعلامى بالمستشفى «فادية البرغثى» أن التقرير الطبى أوضح أن سبب الوفاة ناتجة عن إصابة «بوزيد» بثلاث رصاصات فى الرأس والبطن واليد اليسرى، والصديق الشهيد مفتاح بوزيد محلل سياسى يتكرر ظهوره فى برامج التليفزيون الحوارية وهو مناهض للمتطرفين الإسلاميين، وكان آخر ظهور له مساء الأحد الماضى، حيث شاهدته على إحدى الفضائيات، ويبدى الليبيون سخطهم من عمليات القتل التى تصاعدت والتى تصب فى صالح دعم جيش ليبيا الوطنى الذى يقوده اللواء الركن «خليفة حفتر» وحملته ضد الإرهاب الإخوانى الذى يطال المدنيين كالصحفيين والقضاة والسياسيين المناهضين لسيطرة الإخوان على الحكم فى ليبيا، وقد أخليت مدينة بنغازى بشكل شبه تام من الغربيين، حيث أغلقت البعثات الدبلوماسية أبوابها بعد الهجمة التى استهدفت القنصلية الأمريكية عام 2012 وقتل فيها السفير الأمريكى «كريستوفر ستيفن» وثلاثة أمريكيين آخرين، ويلقى الليبيون اللوم على الجماعات الإسلامية المتطرفة فى تصاعد موجة العنف وتأثيرها منذ ثورة عام 2011 التى أطاحت بالعقيد معمر القذافى، وفى ظل الحكومة المركزية الإخوانية لم يكن بالإمكان تأمين مدينة «بنغازى» مهد الثورة الليبية من هجمات شبه يومية.
وقبل عشرة أيام أطلق «حفتر» هجمات أرضية وجوية مفاجئة على مواقع ومعاقل للميليشيات الإسلامية الإرهابية المتمركزة فى «بنغازى» مثل «أنصار الشريعة»، وهى الجماعة المتهمة بالهجوم على السفارة الأمريكية، والتى سبق لها أن قتلت المناضل السياسى الكبير «عبدالسلام المسمارى» المحامى والكاتب والمنسق العام للتحالف الشعبى فى ليبيا، وكتب الإعلامى الليبى «فتحى بن عيسى» يقول لنا ملقيا اللوم على الجميع فى أسى يصل لدرجة نهش الذات: «نحن من قتل مفتاح بوزيد، عندما رجعنا لبيوتنا ولم نتابع التحقيقات فى قضية عبدالسلام المسمارى، عندما أخذنا مسكن الفريق الفرنسى ولم نكلف أنفسنا عناء السؤال هل وصل هذا الفريق؟ هل غادر؟ ما هى نتائج عمله؟ عندما تجاهلنا تصريح الصديق عبدالكريم وزير الداخلية المكلف بأنه يعرف الجناة ولم نطالبه أو نضغط عليه ليكشف عنهم، عندما حولنا حائط الفيس بوك إلى حائط مبكى نندب حظنا، لم نفكر أن نعتصم أمام مكتب الصديق عبدالكريم أو صلاح الميرغنى أو لجنة الأمن القومى بالمؤتمر العام لنضغط لمعرفة نتائج التحقيق وليس القبض على الفاعلين، تسابقنا إلى الشاشات نتفنن فى انتقاء أبلغ الكلمات رثاء لعبدالسلام المسمارى دون أن ننسى الانغماس فى وصلة ردح نقذف الاتهامات ذات اليمين وذات الشمال ونستعرض بطولات تليفزيونية لا تسمن ولا تغنى من جوع وقبل عبدالسلام المسمارى كان عبدالفتاح يونس، وما بينهما كثير ما بين مخطوف ومفقود وقتيل ولاجئ ومشرد ومهجر ونازح، نحن لا غير من سمح ويسمح بكل هذا، قاتل الله العجز وأمدنا بمدد من عنده كى ينشلنا من زمرة العاجزين»، وأنا أقول للصديق المحترم «فتحى بن عيسى»، هوّن عليك يا صديقى فأنت تعرف أكثر منى شرف وكرامة الكتاب والصحفيين الليبيين، فسوف تبقى ليبيا وطنا عظيما وشعبا عظيما وسوف يتخلص بالتأكيد من كل هؤلاء الخونة ويطهر أرض ليبيا التى عمدها دم أكثر من سبعين ألف شهيد طهرت دماؤهم كل ذرة رمل فى أرض ليبيا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة