مر أكثر من ثلاث سنوات على 25 يناير واقتربنا من العام الثانى على جلوس مرسى العياط على كرسى الرئاسة، مما يجعل الرؤية أكثر وضوحاً، وبالتالى تصبح الانطباعات أقرب ما يكون للحقيقة.. ما زلت أتذكر ليلة إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، التى شهدت أكبر مظاهرة تأييد للجيش المصرى وقتها فى عام 2012، لقد كانت كل التكهنات تشير إلى أن الفريق أحمد شفيق هو الفائز بمنصب الرئيس، لدرجة جعلت بعض الإعلاميين يعلنون هذه المعلومة ببرامجهم، أذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، وفى اليوم التالى خرجت علينا اللجنة العليا للانتخابات، وأعلنت فوز مرسى العياط برئاسة مصر !!يا لها من لحظة عصيبة.. وقتها تم اتهام المجلس العسكرى بتسليم الوطن لجماعة إرهابية وترددت شائعات كثيرة بأرجاء مصر، كان أشهرها أن الإخوان كانوا على وشك حرق مصر فى حالة خسارة مرشحهم العياط، وأن المشير طنطاوى ومجلسه مجموعة من الخونة.
بعد مرور بعض الوقت وبعد أن أثبت الجيش المصرى العظيم أن ولاءه فقط للوطن، وبعد أن قام المشير السيسى بكتابة تاريخ جديد لمصر المعاصرة، تذكرت حدوتة من حواديت قبل النوم التى كانت ترويها لى أمى الغالية، أطال الله فى عمرها، كان مفادها أن سيدتين كانتا تتصارعان على صبى جميل كل منهما تدّعى أنها أمه، وبعد مشاجرة طويلة تم عرض السيدتين على القاضى الذى استمع لكل منهما، وقرر أن يقوم بحيلة للتعرف على الأم الحقيقية، حيث قال لهما: إن حُكمه هو أن يتم تقطيع الصبى إلى نصفين كل منهما تأخذ نصفا، وهنا صرخت الأم الحقيقية وتنازلت عن ضناها للسيدة الأخرى التى تكذب خشية أن يصيبه مكروه. أعتقد أن ما فعله المشير طنطاوى ومجلسه لا يختلف كثيراً عن الذى فعلته الأم الحقيقية، فقد خاف على الوطن من جماعة من المجرمين والقتلة.. خاف أن تُحرق مصر.. خاف من المجازفة.. ولم يلتفت إلى الشائعات المغرضة التى نالت منه ومن رجال من أشرف وأنبل رجال الوطن.. رجال مصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة