فى الذكرى الرابعة لرحيله..

محمود السعدنى: سأبعث يوم القيامة فى كشف نقابة الصحفيين

الأحد، 04 مايو 2014 08:08 م
محمود السعدنى: سأبعث يوم القيامة فى كشف نقابة الصحفيين الكاتب الراحل محمود السعدنى
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تميز الساخر الكبير والولد الشقى محمود السعدنى، بالعبارات والأقوال التى ستظل تعبر عن حال المجتمع فى كل وقت، فتميز بخفة الدم فى التعبير الساخر رغم امتلاء حياته بالعديد من الأزمات والصعوبات.

فى أحد المواقف التى تعرض لها بعد خروجه من السجن وصدور قرار جمهورى من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بفصله من مجلة "صباح الخير"، ومنعه من الكتابة بل ومنع ظهور اسمه فى أى جريدة مصرية، فحاول معه عثمان أحمد عثمان صديق السادات ورئيس شركة المقاولون العرب، أن يساعده ويعينه فى إحدى شركاته لكنه قال له "أنا صحفى وسأبقى صحفى وسأبعث يوم القيامة فى كشف نقابة الصحفيين، فيمكن لأى أحد أن يصنع وزيراً أو رئيساً للجمهورية لكن ليس بإمكان أحد أن يصنع كاتباً أو مطرباً لأن الموهبة منحة من الله".

ويذكر أنه عقب رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، وتولى الرئيس محمد أنور السادات رئيسا لمصر قال ساخراً "مات اللى كان بيموتنا من الخوف.. وجه اللى هايموتنا من الضحك"!.

وكان السعدنى يقصد أن "السادات" لم يكن يتمتع بما يسمى بـ"كاريزما الحاكم" وقت جلوسه على كرسى الحكم، وأن الكاريزما من الممكن أن يكتسبها عن طريق صانعيها الذين تتم الاستعانة بهم لصناعة الحاكم وتأهيله ليعرف كيف يتكلم؟ كيف يخطب؟ طريقة الإلقاء، المشى، كيفية ركوب السيارة ومصافحة الناس، وهكذا.

وعن سمة حياتنا يقول الولد الشقى "يستطيع أن يعرف جدنا من هزلنا، فنحن نجد فى ساعة الهزل، ونهزل فى ساعة الجد، مأساتنا أعمق من مأساة أبناء كاليونى، وهى المأساة التى حددها كاليونى نفسه حين قال "مأساة أولادى أنهم يتكلمون حين يجب أن ينصتوا، وينصتون حين يجب أن يتكلموا، مأساتنا أعمق من مأساة كاليونى، لأن الحمير يحاربون حين يجب أن يتفاوضوا، ويتفاوضون حين يجب أن يقاتلوا".

وتساءل السعدنى وأجاب فى نفس اللحظة عن لماذا يخسر العرب دائماً؟ فقال ساخراً "نحن لا نذهب إلى الخارج كعرب لكننا نخرج كقبائل وعشائر ونستأنف الحرب التى بدأناها فى أرضنا، وإذا لعبنا فى الخارج لا نلعب كفريق، لكننا نلعب كشعب، ونحارب فى خنادق مختلفة ومتنوعة ولذلك نخسر الحرب دائمًا، لأننا نتقابل فى الساحة كفرق مختلفة بينما يحتشد أعداؤنا كفرقة واحدة.

وعن تعبيره الساخر على اختفاء الحرفة والصنعة المصرية يعلق بسخرية "لا شك أن أبو شقرة الكبابجى، أو العجاتى الحاتى بدأ المهنة قبل كنتاكى فرايد تشكن، ولاشك أيضا أن صنعة العجاتى وأبو شقرة أو أبو لاشين أفضل ألف مرة من صنعة العم كنتاكى، ولكن المعلمين المصريين توقفوا عند أول خطوة على طريق النجاح، وقبل كل منهم يده ظهرا وبطنا، ولكن العم كنتاكى طور وغير وفرض خلطته على العالم كله، وهذا هو الفرق بين الأسطى الأمريكى والأسطى المصرى، الأسطى المصرى بالتأكيد أفضل وأحسن، ولكنه يخشى العين الشريرة إذا اتسعت أعماله أو امتدت تجارته، وبينما شعار الصانع الأمريكى اسع تسعى معك الحياة، تجد شعار المصرى القناعة كنز لا يفنى.

ورحل السعدنى عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 4 مايو 2010، وترك لنا كنوزا كثيرة من تعبيراته وأقواله التى ستظل تعيش معنا ومع الأجيال القادمة، وكما قال هو من السهل أن تصنع وزيرا أو رئيسا ولكن من الصعب صناعة موهبة لأنها من عند الله.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة