كمال حبيب

الإسلاميون فى الانتخابات الرئاسية 2014

الإثنين، 05 مايو 2014 11:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المشهد مختلف اليوم عن الانتخابات الرئاسية الأولى عام 2012، كان الإسلاميون قوة مندفعة إلى سوق السياسة، حققوا الأغلبية فى البرلمان ومضوا إلى الانتخابات الرئاسية، باعتبارها فرصة واتتهم، ولا يمكن أن تفوت، كان لديهم ثلاثة مرشحين فى الجولة الأولى لانتخابات عام 2012 أحدهم الدكتور محمد مرسى، مرشح الإخوان، وعبدالمنعم أبوالفتوح، والدكتور محمد سليم العوا، ولم يستطع المرشحون الإسلاميون للرئاسة وقتها أن يصلوا إلى كلمة سواء، للتوافق على مرشح واحد لهم، وبينما كان الدكتور محمد مرسى قد دخل الانتخابات الرئاسية متأخراً بعد استبعاد اللجنة العليا للانتخابات للمهندس خيرت الشاطر، فإن قوة تنظيمه استطاعت أن تتجاوز به الجولة الأولى فى الانتخابات التى كان قد حصل فيها على خمسة ملايين صوت ونيف، ليدخل مرحلة الإعادة مع مرشح النظام السابق أحمد شفيق الذى حل بعده من حيث عدد الأصوات بفارق بسيط، وفى جولة الإعادة استطاع الدكتور مرسى أن يفوز على منافسه أحمد شفيق، ويحصل على ما يزيد على عشرة ملايين صوت، وهنا دعمت القوى الثورية الأخرى مرشح الإسلاميين الدكتور مرسى الذى استطاع أن يصل فعلاً إلى سدة الحكم فى 30 يونيو من عام 2012 لأول مرة فى تاريخ جماعة الإخوان المسلمين المديد.
مع صعود مرسى إلى سدة الحكم شعر الإسلاميون والقوى المتعاطفة معهم بالارتياح، وأن الدولة المصرية ذاهبة إلى حيث تطبق الشريعة الإسلامية التى كانت حلماً غائماً وغير واضح المعالم للإسلاميين خاصة وللقوى المتدينة حولها بعامة، اعتبرت هذه القوى فى عمومها وشعبويتها مجىء مرسى إلى السلطة نصراً لها وللإسلام الذى تراه حلا لأوجاع مصر ومشاكلها، وفى انتخابات عام 2014 يشعر الإسلاميون هؤلاء أن ما جرى لمرسى مثل تهديداً لأحلامهم وآمالهم، وهنا أقدار التاريخ وتحولاته نجد تلك القوى المكتسحة فى عام 2012 وقد انكفأت على نفسها ودخلت فى صراع يبدو أنه طويل، وقد يمتد مع الدولة المصرية، ومن طرد رئيسهم الإمام من السلطة، لا يبدو فى أفق عام 2014 سوى حزب النور كقوة إسلامية يمكن الحديث عنها باطمئنان فى المشهد الانتخابى السياسى، وهذه قوى بسيطة وسهلة أعلنت تأييدها لمرشح الدولة المصرية، كما تراه ممثلاً فى عبدالفتاح السيسى.
وأعلن التحالف الوطنى لدعم الشرعية أنه سيقاطع الانتخابات الرئاسية التى يراها مسرحية هزلية لا يمكن أن يكون طرفاً محللاً ومبرراً لها، ويضم التحالف أحزاباً، مثلاً الإخوان وحزبهم الحرية والعدالة والجماعة الإسلامية وحزبهم البناء والتنمية والأصالة السلفى وهو حزب بلا حركة ولا جمهور فى الحقيقة وحزب الراية، ولست أدرى إن كان قائماً أو أن مشايعه قد انصرفوا إلى العمل العنفى وهم حركة حازمون، وحزب الفضيلة وهو حزب يعبر عنه تقريباً شخص واحد خارج مصر، وحزب الاستقلال الذى كان حزب العمل سابقاً، وكان ملء السمع والبصر فى عصر مبارك، بينما هو اليوم لا يزيد على شخصين أوثلاثة، والحزب الإسلامى ويعبر عنه شخصين تقريباً، لا يبدو أن الإسلاميين فى انتخابات الرئاسة عام 2014 سيكون لهم تأثير فيها، لأنهم سيقاطعونها فى الراجح، ولا يمكننا القول: إن حزب النور وحده سيعبر عن الإسلاميين جميعاً فى تلك الانتخابات، لذا فهى انتخابات ستجرى بلا إسلاميين سيقررون المقاطعة، لذا فإن التحدى الرئيسى للانتخابات الرئاسية لهذا العام هو نسبة المشاركة فى تلك الانتخابات.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة