حديثى هنا ليس عن المشهد المصرى كحالة سياسية أو رؤية مصر كمشهد من بلكونة أفكارى، وردود أفعالى نتيجة الأحداث الصادمة والمتعددة المتلاحقة والسريعة...حديثى تحديداً عن برنامج يُدعى المشهد المصرى..على أحد القنوات التى أهدرت كل معانى القيم والإنسانية والحياء ومسحت تاريخها بحمض الكبرتيك المركز.
دعونا قبل تعليقى على ما حدث فى أحد البرامج والحلقات النارية، كما يطلقون عليها هم، دعونا نتذكر ونذكرهم بحالة لأنى أعلم أنه لا علاج لفقدان العقل أو الضمير، كلاهما ميئوس منه (بمناسبة فقدان الضمير والانتماء دى من خلفية دراسية فى علم نفس ده من ضمن الأسباب التى جعلت بعض الدول تعدم الجواسيس أثناء الحروب، أو الحبس مدى الحياة)، لا يوجد علاج للخيانة حتى الآن.
الشعب المصرى نساؤه ورجاله وأطفاله وعواجيزه أُجهد وشاهد الكثير بعد ثورتى يناير 2011 و30 يونيو 2013 بدون راحة وبدون إجازة كل ثورة على حدى بتوابعها وضحاياها.. أشاد الجميع بمشاركة النساء فى الثورات وفى الاستفتاء على الدستور، طوابير النساء فى كل نداء للوطن كانت أطول وأثقل، كانت تحمل أمهات وجدات، وكراسى متحركة، ومرضى، كانت أثقل وأطول وأكثر صبراً وتحمل أملا وتفاؤلا وفرحة وخوفا، تستحق ويستحق الشعب المصرى صغيرات وكبيرات الكرامة والعدالة والحرية، وهذا حق وليس تفضلا أو منحة.
الهيمنة الأمريكية والأوروبية وإعلام الكونجرس والدول الكبرى للأسف مسيطر على معظم فنادق العالم بلا استثناء، الدول الشيعوية والغنية والفقيرة وكل قارات العالم التى ذهبت إليها لظروف العمل، قنوات التليفزيون فى الفنادق قنوات عالمية فقط، تتحدث بأكثر من لغة لتشكيل مخ الرأى العام العالمى والسيطرة على أكبر شريحة، القنوات المحلية المصرية والتى تلقى شهرة بين المجتمع المصرى والعربى أيضاً، لكن لا مكان لها إطلاقا فى فنادق الخليج العربى . أو دول أوروبا أو كوريا أو ولايات أميركا.
فى أحد البرامج الذى يدعى (المشهد المصرى) قناة من القنوات التى كان لها باع طويل فى تشكيل الرأى العام المصرى والعالمى لوقت معين، والمشاركة فى هدم الدولة المصرية، والانحياز والتدخل فى الشأن المصرى، والأفورة وطمس الحقائق والخروج والبعد كل البعد عن ما يسمى بالإعلام أو ميثاق الشرف الإعلامى فى برنامج المشهد المصرى على هذه القناة التى تدعى الحيادية والشفافية فى أسلوب أقل تدنى وانحلال من الانحلال نفسه، تقرير متدنى فى برنامج المشهد المصرى على أحد القنوات، عن لقاء المشير السيسى المرشح الرئاسى بنساء مصر يصفوه بمنتهى الكلمات الوضيعة الذكورية التى لا مجال لذكرها هنا، (احتراماً للقارئ، وثقة فى ذكائه) التى لا تنظر للرجل غير أنه ذكر فقط والمرأة على أنها جسد بدون كرامة وعقل، عقول متحجرة متعفنة فكرياً تصف لقاء المشير، بأنه لقاء ذكوريا بحت يستغل وسامته فى إقناع نساء مصر، للتأثير على أصواتهم وأصوات عائلتهم فى التصويت للانتخابات الرئاسية، وأن الوسامة والمهنة تلعب دوراً فى إقناع أكثر من نصف المجتمع المصرى (النساء) بالإدلاء بالأصوات لصالح المرشح، ولا أعتقد أنهم أبدا المصريات تحديداً بهذه السذاجة، ومن هنا يأتى مدخل آخر لعدم النزاهة والعدل فى الإنتخابات الباطلة على حد قول القناة المسيسة، وبالتالى تدور الحلقة ويشتعل النقاش وتسجل حلقة نارية.
وللأسف المعلقات والمشاركات فى التعليق على القناة المعادية للمرأة وكرامتها مصريات بلهجة مصرية على قناة تبث سمومها من الخارج بعد وقف نشاطها فى مصر، لا أعلم أى عقل وأى سياسة وأى عُملة ثمن لتجعلهن مغيبات فى حالة تنويم.. تصف نساء وطنها وجيلها بهذه البشاعة، إنهن محرومات ومتشوقين للقاء رجل وسيم فتذهب عقولهن ويسرن نياماً للتصويت، لا يهمنى فى المشير عبد الفتاح السيسى أو غيره وسامته، أو جاذبيته، ولكن أرى فيه حتى الآن رجلا صادقا، حاسما وواضحا حتى الآن.. لا ننظر ولا تنظر النساء أو الرجل فى مصر لرجل مرشح وأتى به القدر ليدير المحروسة بكل همومها وجراحها وأهلها بهذا الشكل أبداً ،ً ومن يفكر فى رجل سياسة ورجل من الجيش المصرى على أنه رشدى أباظة أو عمر الشريف فهذه عفونة فكرية لا مجال ولا وقت لها الآن وسط كل جراح مصر وقضاياها.
ما حدث فى( برنامج المشهد المصرى) فى تقرير عن لقاء المشير بنساء مصر أحد وأكبر طوائف المجتمع، سب علنى سواء للنساء أو للمرشح الرئاسى على قناة سياستها العهر، وفبركة الحقائق أمام سطوة الدولار والتدخل وهيمنة إعلام الكونجرس يركع الإعلام ويفبرك الحقائق ويخوض فى الأعراض يسب ويتهم، ويُدخل النار، ويقيم الجنة، ويُكفر، ويُمجد ويحكم بالإعدام والقصاص أمام الدولار لا مانع من الإنحناء.!
نساء مصر كرامة وعقول قبل أن يكن أجسادا.
إلى إعلام يعرف نفسه، حاولوا أن تحرروا عقولكم من التفكير الأبوى الطبقى الذكورى الموروث الذى يستهلككم به عن طريق الغرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة