المشير السيسى كان قويا وصارما وقاطعا وحادا فى حواره مع لميس الحديدى وإبراهيم عيسى، عندما كان الأمر يقتضى القوة والصرامة.
وبدا فى لحظات الإجابة عن أسئلة تتعلق بأمن مصر وشعبها ومؤسستها العسكرية وجماعة الإخوان الإرهابية على غير صورته التى حاول البعض تثبيتها وترسيخها فى أذهان الناس، فهو الرجل الودود والمحب والعاشق لهذا الوطن عندما يتحدث عن البسطاء والفقراء فى الشعب، وعن مستقبل مصر وتاريخها ونضال وكفاح شعبها، وإيمانه به لتحقيق المعجزات.. وعندما يتحدث أيضا عن نشأته وأسرته وانتمائه للقوات المسلحة، ولكنه فى المقابل هو الرجل الوطنى الصارم والقوى الذى يتوهج عقله وقلبه، ويستدعى مكامن القوة بداخله فى لحظات الإحساس بخطر ما يهدد وطنه، أو من يحاول المساس بسمعة المؤسسة العسكرية.
كشف المشير السيسى عن ملامح وأعمدة أساسية فى شخصيته للرأى العام –على الأقل فى الجزء الأول-، من خلال آراء واضحة فى عدد من القضايا وربما اكثرها جدلا ولغطا الموقف من جماعة الإخوان عندما أعلن أن عهد التنظيم والجماعة فى مصر انتهى إلى غير رجعة، إذا أصبح رئيسا للجمهورية، وتأكيده على «حتمية المواجهة» الشاملة مع أفكار الجماعة وأتباعها من الجماعات التكفيرية، وهنا بدا حادا فى نبرات صوته وقسمات وجهه فى استعادة مشابهه لشخصية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، فالاثنان نالا من الجماعة الإرهابية الأذى ومحاولات الاغتيال والتهديد الشخصى المباشر وغير المباشر، وكانا أكثر من يمتلك الخبرة فى التعامل مع الإخوان سواء بحكم الانتماء والعلاقات الشخصية فى البداية، فى حالة جمال عبدالناصر، أو بحكم المنصب واللقاءات المباشرة فى زمن مرسى فى حالة المشير السيسى.
من هنا يمكن تفسير هذا الموقف الحاد من الجماعة من الرجلين تجاه التنظيم الاخوانى.
الموقف الآخر الذى ظهر فيه السيسى حادا فى موضع القوة عندما تعلق الأمر بوصف جيش مصر «بالعسكر»، وهذا ما جعل المشير يحتد فى الرد على الزميل إبراهيم عيسى عندما ذكر فى سؤال له المصطلح الكريه الذى روج له الإخوان وردده كالببغاوات من أطلقوا على أنفسهم «نشطاء الثورة» وهو مصطلح «العسكر»، لم يقبل ذلك مؤكدا أن الجيش لم ولن يحكم الدولة وليس هو مرشح الجيش.
السيسى محب وعاشق لهذا الشعب فى غير ضعف، وقوى وحاسم إذا استلزم الأمر واستدعت الضرورة.