ما تم الكشف عنه بشأن السيدة الأمريكية ذات الأصول المصرية التى استأجرت شقة فى عابدين لإيواء أطفال الشوارع، واستخدامهم فى المظاهرات، يجعلنا نذرف دموعًا ساخنة على مصر وأحوالها بعد أن استباحها «اللى يسوى واللى ما يسواش»، لتخريبها وتمزيقها وإفساد شعبها، فتكالب عليها أولاد السفلة من أبنائها ومن الغرباء، وتفننوا فى إيجاد وسائل مبتكرة من الخيانة والعمالة، مثل هذه الأمريكية التى استخفت بأبسط قواعد الضيافة لتستكمل ألاعيب اللهو الخفى الذى اختفى تمامًا من مسرح الأحداث بعد القبض على قيادات الجماعة الإرهابية، وتقديمهم للمحاكمة. اختارت عابدين لأنها قريبة جدًا من ميدان التحرير ووزارة الداخلية، وفى دقائق معدودة يمكن أن ينتشر أطفالها فى المناطق الحساسة، فيحرقون ويثيرون الشغب والفوضى والتخريب، ثم يختفون فى الشوارع الضيقة والحوارى الثعبانية الملتوية، والأيام المقبلة غنية بالأحداث الساخنة التى تعيد الروح للطرف الثالث، الابن الشرعى لمرسى وعصابته وأهله وعشيرته، ابن لقيط ومخنس ومتجنس، وتجرى فى عروقة دماء ملوثة، وجاءت هذه السيدة الأمريكية الملعونة لتعطيه قبلة الحياة من جديد.
مصر أصبحت الآن ملعبًا لكل أجهزة التخابر فى العالم، من أمريكا حتى السويد، ومن ألمانيا حتى قطر، وتساعدهم على ذلك إعادة صياغة مفاهيم التخابر والخيانة والتجسس فى صور إنسانية ومعلوماتية، فلم يعد الجاسوس ذلك الشخص العابس الذى يلبس نظارة سوداء وبالطو كاكى، وينظر من جورنال مخروم، ويقول لزميله الآخر المتخفى «تسمح تولعلى»، لا.. الله يرحم أيام حسين رياض وزكى رستم، الجاسوس الحديث قد يكون منظّرًا ومفكرًا وفيلسوفًا وأستاذ جامعة وناشطًا سياسيًا، وصاحب «بوتيك» حقوق إنسان، ويتحدث عن الوطنية كأنه مصطفى كامل، وعن الهوية أبرع من سعد زغلول، وعن الاستقلال الوطنى أسخن من عبدالناصر، ويتم تدريبه وتعليمه وبرمجته فى مراكز مخابراتية متخفية فى أمريكا وأوروبا والملعونة قطر.
كل هؤلاء الأنذال اتخذوا مصر مسرحًا لنشاطهم قبل 25 يناير وبعدها، خليط شيطانى من عملاء أمريكا، مصريين وأجانب، والتيارات الإخوانية الإجرامية وما انشق عنها من زوائد دودية اشتراكية ومراكز حقوقية، مثل جمعية متهمة عابدين الأمريكية، و6 إبريل، و15 نوفمبر، و31 شوال، وكل واحد ماسك سكينة وبيقطع فى جسم البلد، قتلًا وحرقًا وتخريبًا وتجسسًا وخيانة، وكأن هذا الوطن ليس له أصحاب يدافعون عنه، حتى جاء الطوفان الكاسح فى 30 يونيو، فانكشف الطابور السادس، وتعرّى نشطاء العار، واختفى صبيان أمريكا والإخوان من وسائل الإعلام، وبدأت البلد «تنضف شويه شويه».
هذه الأمريكية التى ضبطوها فى عابدين تتصف بالبجاحة والصلف، وتتصور أن «ماما أمريكا» قادرة على حمايتها كما فعلت من قبل بالإفراج عن جواسيس حقوق الإنسان بالتآمر مع الإخوان وحلفائهم فى السلطة، فهذه الأيام السوداء ذهبت دون رجعة، بذلها وهوانها ونشطائها ومجرميها ومخربيها، وبدأت البلاد تسترد عافيتها وكرامتها الوطنية، وتسترجع الأمن والأمان الذى اشتهرت به، وإن كان ذلك سيأخذ وقتًا طويلًا، والأهم أنها عرفت طريقها، ومَن عدوها ومَن صديقها، واختبرت قوتها مع فتوة العالم الذى قطع المعونات، وحرّض وتآمر ومكر، فلم تخف ولم تتراجع ولم تركع، وقالت له بالفم المليان «اشرب من البحر».. فيا أيتها الأمريكية القبيحة، أنت وأمثالك ارفعوا أيديكم عن مصر.