الانشغال بالمعارك اليومية والبحث عن مكان فى المشهد الذى يتشكل بالآليات القديمة، يجعلنا لا نتوقف كثيرا أمام المخاطر الحقيقية، ستنتهى الاتخابات وسيفوز الفائز، وستهدأ الأمور بإذن الله، ولكننا سنكتشف أن الأمراض التى تركناها فى السنوات الفائتة أصبحت عصية على العلاج، تم التساهل مع الذين يروجون للتطبيع مع إسرائيل فى نقابة الصحفيين ومع الأقباط الذين سافروا خروجا على تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية الوطنية، قرأنا للدكتور كريمة فتاوى تجيز التطبيع، حقق الإسرائيلون مكاسب لم يحلموا بها فى هذا المجال، وخلخلوا الإجماع الوطنى الذى اتفق على أن التطبيع معهم يعنى الهزيمة الحقيقية، لم يأخذ المثقفون والفنانون والعمال وأعضاء النقابات المهنية قرارهم بأوامر من أحد، هم ضد إسرائيل لأنهم يخافون على مصر ويخشون ضياع فلسطين، التطبيع الطبى من خلال منتجعات بعضها يتبع جيش الاحتلال وتعالج المرضى بأرخص الأسعار، كتبوا بالعربية كما نشرت «اليوم السابع» أمس «علاج.. عنوان السياحة العلاجية فى إسرائيل»، مراكز تعلن «الأولوية هى راحة المريض وعائلته طيلة فترة زيارتهم لإسرائيل».
أحد هذه المراكز «يهنئ الأمة الإسلامية بالذكرى العطرة لمولد النبى المجتبى والحبيب المصطفى سيد الأولين والآخرين، حشرنا جميعا فى زمرته وأوردنا حوضه ورزقنا محبته وشفاعته»، هم يخاطبون المتدينين المرضى الذين تخلت الحكومات عن آلامهم، إسرائيل تكسب لأن وزارة الصحة عندنا فاشلة، ولأن أصحاب المستشفيات الخاصة جشعون، ولأن رجال الإعلام مشغولون بالظهور فى المشهد الذى يتشكل بالآليات نفسها، والعدو الحقيقى يكسب أرضا جديدة، الاستهانة بآلام الناس جعل كارهى إسرائيل يبحثون عن العلاج فى تل أبيب!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة