كتاب البنك الدولى الذى صدر مؤخرا تحت عنوان «عدم العدالة فى مصر بين الحقائق وإدراك المواطنين»، يدعى أن عدالة توزيع الدخول تحسنت فى عهد مبارك، وأن البيانات الحكومية كانت سليمة، ولكن طموح المواطنين تزايد بشكل أكبر من جهود الدولة، محرر الكتاب باولو فيرمى هو كبير خبراء مكافحة الفقر بمكتب شمال أفريقيا والشرق الأوسط فى البنك الدولى، وبالطبع هو لا يعرف ما هو الفقر فى مصر، هو قرأ عنه فى نشرات الطمأنة التى أغرق بها مبارك الصحف، هو يعتبر أن تغير قيم المجتمع ما بين عامى 2000 و2008 هو سبب سخط المصريين الذين تغيرت أولوياتهم من «الأمن ووجود جيش قوى» إلى «النمو الاقتصادى وتخفيض الأسعار»، يحاول أن يبرر جهل وجشع البنك الدولى الذى بشر الناس بثمار النمو التى ستتساقط.
شعور الناس بالظلم خلال العقد الأول من القرن الجديد جاء بسبب تعويم الجنيه فى 2003 وأزمة الغذاء فى 2007 وتصاعد وتيرة الخصخصة، مما جعل الناس تحس «بأن البلد مش بلدها» كما قال جودة عبدالخالق معلقا على كلام فيرمى فى الشروق أمس، الكتاب يحاول تبرئة نظام مبارك، هو لايعرف كيف يدفع الفقراء من لحم الحى فى العلاج والدروس الخصوصية لأن الدولة لا تقوم بدورها، الكتاب يقول إن تفاوت الدخول أقل فى القرى وكأنه «جاب التايهة»، الكتاب يزعم أن الفوارق الاجتماعية بين الطبقات انخفضت فى السنوات التى سبقت الثورة، المصريون يا باولو ثاروا من أجل العدالة والحرية، وعلى طريقة التفكير التى يتبناها الغرب وعملاؤه.