الصمت أحيانا يكون وأبلغ من الكلام أو الإجابة.. فهل كان صمت السيسى الرهيب والتأنى فى الرد على سؤال الموقف من حركة حماس ومستقبل العلاقة معها هو الصمت المجيب؟ ولماذا آثر المشير هذه الإجابة الصامتة؟ هل يعلم بحكم منصبه السابق كوزير للدفاع ما لا يعلمه الكثيرون عن أفعال حماس «الإخوانية» فى معاداة مصر بعد 30 يونيو، أو بحكم منصبه الأسبق كرئيس للمخابرات الحربية؟ وهل هناك ضرورات ومقتضيات أمنية تمنع وزير الدفاع السابق والمرشح الرئاسى الحالى من فتح هذا الملف؟ أم أن الصمت كعادة المصريين ينبئ بأن القلب مثخن بالجراح والنفس متخمة بالأسى والحزن من مواقف حماس ضد مصر؟
ربما يكون صمت الفريق السيسى فى موقف الرد عن سؤالى حماس وقطر رسالة سياسية من نوع آخر للجانبين لعلها تمنح الفرصة وتمد طوق نجاة لمراجعة المواقف والتوقف عن العداء لإرادة الشعب المصرى فى 30 يونيو. ولكن من حق الشعب المصرى أن يعرف بعض ما يتوارى خلف صمت المرشح الرئاسى لكشف قليل من الحقائق وفرز المواقف والانحيازات، إلا إذا كان بالعقل - فى حالة فوزه بالرئاسة -
يسعى إلى «منح الفرصة» والاعتراف بحقائق الواقع، ولذلك لم تأت ردوده تصادمية واكتفى فقط بتوجيه رسالة أو نصيحة بشكل أدق لكل من الطرفين، قطر وحماس بالقول «لا تخسروا الشعب المصرى أكثر من ذلك»، ومع ذلك استدرك بوعى عروبى ووطنى خالص بأن مواقف حماس لا يمكن أن تؤثر على موقف مصر والمصريين التاريخى تجاه القضية الفلسطينية، بل أعلن موقفا صريحا وواضحا بأنه لن يزور إسرائيل إلا إذا عادت الحقوق الفلسطينية المشروعة فى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
فهل وصلت الرسالة إلى حماس وقطر وهل يتعقل حكامهما؟ فالعداء للشعب المصرى لا يجنى سوى الخسارة وبئس المصير. واللعب بالنار مع مصر لا يحرق سوى المتسبب فى إشعالها وليس فى صالحه على الإطلاق، فمن كان يؤيد الإخوان فلا مكان لهم فى مصر سواء فى عهد السيسى أو حمدين صباحى، أما من كان يعى قدرة وقيمة مصر والمصريين ويسعى للإبقاء على علاقة العروبة معها، فمصر هى الباقية ومن يعاديها إلى زوال.