أكرم القصاص

رجوع التوقيت وترجيع الثورة

الجمعة، 09 مايو 2014 07:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تعرف متى تم اعتبار إلغاء التوقيت الصيفى أحد أهداف ثورة 25 يناير، وهل كان إلغاء التوقيت يسبق العيش والحرية والعدالة؟. دعك من كون موضوع التوقيت مختلفا عليه منذ السبعينيات، والتسعينيات تم إقراره وإلغاؤه مرات، فهل كان الإلغاء ثورياً والإقرار فلولياً. كانت هناك آراء تعتبره مفيداً وموفراً، وأخرى تراه بلا فائدة، ولم يثبت أنصار التوقيت أنه يوفر أو يفيد، ولم يقدم أنصار الإلغاء ما يثبت أنه ضار بالصحة. يعنى كان موضوعاً خلافياً ولم يكن قضية حياة أو موت.

نتذكر أن الإلغاء بعد الثورة كان القرار الوحيد لرئيس الوزراء الدكتور عصام شرف، ويومها رأينا من يهلل ويكبر معتبراً شرف ثورياً، ولا نتذكر له قراراً آخر غير كونه كان يأخذ كل صاحب مطلب على قد عقله، ولا ينفذ.. وحتى اختيار شرف نفسه كان فعلاً ثورياً وقتها، تراجع عنه كل من فعله، ورأيناهم يتنصلون منه لأنه لم ينجح.

المهم أن التوقيت لم يكن هو القضية التى ثار بسببها المصريون، وإنما كان الفساد السياسى والاقتصادى، وتزوير الانتخابات، وغياب العدالة والفقر والمرض، والعشوائيات وغيرها.. أما تعديل التوقيت فهو من القضايا الخلافية، والهلامية التى بلا رأس ولا رجلين.

لماذا نتذكر ذلك؟.. لأن عدداً من «الوكلاء الحصريين للثورة» اعتبروا قرار حكومة محلب بإعادة التوقيت الصيفى، إحدى علامات الساعة لعودة نظام مبارك، ورأينا عددا يكتب «فيس تويت» وخلفهم جوقة الكومبارس يرددون بلا تفكير.

وطبعاً الذى صدق أن إلغاء التوقيت من أهداف الثورة، سيصدق أن عودته إعادة للنظام القديم، ضمن نظرية «الترجيع الثورى» حيث ينشغل البعض بالفرعى ويترك الأساسى. والدليل أن نفس الذين اعتبروا التوقيت مشكلة كبرى، تجاهلوا أنه فى نفس اليوم قررت الحكومة تغليظ عقوبة التحرش، وفرض 5% ضريبة على الدخل أكثر من مليون جنيه، ورفع حوافز أطباء الطوارئ، وهى قضايا تحتاج لمناقشة وتحديد ما إذا كانت جيدة أم سيئة أم ناقصة. والمفارقة أن نفس يوم التوقيت، تم افتتاح مرحلة جديدة من مترو الأنفاق إلى مصر الجديدة، فهل افتتاح المترو يعتبر إعادة لنظام مبارك، وهل علينا ردم المترو وإيقاف المشروع لأن مبارك هو من بدأه؟.

نحن نضرب أمثلة تكشف عن كون بعض «وكلاء الثورة» كثيراً ما يضلون ويضللون، بكثير من اللت والعجن باسم الثورة والتفكير الثورى.. وهى منها براء.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة