عهد جديد يبدأ مع تولى المشير السيسى رئاسة مصر , عهد نتمنى أن يختلف عن سابقيه , مهمة شاقة واختبار صعب وظروف أصعب, فالشعب ليس هو ذات الشعب الذى حكمه مبارك, شعب قادر على تحطيم كل التوقعات والتنبؤات.
وأبرز مثال يجب أن ينتبه إليه الجميع وأولهم المشير السيسى ما حدث فى الانتخابات الرئاسية بصرف النظر عن الأرقام والأعداد التى شاركت فى هذه الانتخابات، والتى خالفت ما كان متوقعا, وهو ما أدى إلى مد الانتخابات ليوم ثالث.
ما حدث مع بداية الخطوة الأولى للمشير فى طريقه لرئاسة مصر يحمل معان كثيرة، نعتقد أنها لن تمر مرور الكرام أمام الرئيس السيسى, فهى مثال قوى لما يمكن أن تسببه مجموعة المنافقين التى أعطت لنفسها الحق للتحدث باسم المشير وظهرت وكأنها قريبة منه فكانت سببا فى غضب البعض وقلقهم من عودة هذه الوجوه الكالحة وتغلغلها من جديد, فهذا الارتباط الوهمى الذى حاولت مجموعة المصالح أن تصدره لابد وأن يحرص الرئيس على نسفه مع أول خطواته إلى قصر الرئاسة, وهو ما ينطبق أيضًا على مجموعة الإعلاميين التى عادت من جديد لنفس الأساليب التى كانت تتبعها فترة حكم مبارك على طريقة " كل الشعب معاك , والحشود مضمونة , والإقبال كثيف.. الخ " وهو ما أعطى تأثيرًا سلبيًا للمواطنين وأثر على شكل الانتخابات.
فما حدث خلال الفترة التى سبقت الانتخابات ينذر بعودة أساليب العبودية الإعلامية التى كنا نظنها قد تلاشت مع قيام ثورة يناير, وإذا كان المشير سبق وطلب من الإعلام أن يعينه على أداء ما يطمح إليه من أهداف للتنمية والإصلاح، فبالتأكيد ستكون هذه الأساليب الإعلامية الرخيصة على العكس تماما مما يهدف إليه, فالإعلام الذى يبنى هو الذى يرى الأخطاء ويكشف مناطق القصور ويلفت انتباه المسئول إلى مراكز الخلل حتى يتم إصلاحها, يصبح جسرًا يصل من خلاله صوت المواطن وصورة الواقع للمسئول بلا تزييف أو تزوير.
سيادة الرئيس لا تسمح لمن يأكلون على كل الموائد أن يتسللوا إليك, انسف هذه الموائد مع أولى خطواتك لقصر الرئاسة.
يبقى ما هو أكثر أهمية وخطرا وهو تلك الأعداد التى تم القبض عليها والمحتجزة دون دليل أو باتهامات لا أساس لها من الصحة ومنهم كثيرون لا ينتمون لأى تيارات سياسية وتم القبض عليهم بالصدفة حيث تصادف وجودهم أثناء المظاهرات ومن بينهم صبية صغار وطلاب بالثانوية العامة , هؤلاء الذين يشعرون وأسرهم بالظلم والذين تم الزج بهم مع من ارتكبوا جرائم إرهابية أو ينتمون إلى تيارات متطرفة, أحد هذه الأمثلة، المخترع الصغير عبد الله عاصم طالب الثانوى، الذى ابتكر نظارة تساعد مرضى الشلل الرباعى على التواصل وشارك فى مسابقة إنتل العالمية، ولكن تم اتهامه بإحراق سيارة شرطة، إضافة إلى عدد من الاتهامات الإرهابية الأخرى, ولولا الضجة الإعلامية التى أثيرت حوله وتدخل عدد من المسئولين حتى يتمكن من السفر للمشاركة فى المسابقة، كان سيظل إلى الآن مع حالات كثيرة غيره فى غياهب السجون, ولعل هذا ما دفعه إلى اتخاذ قرار بعدم العودة إلى مصر وطلب اللجوء السياسى لأمريكا، خوفًا من القبض عليه، حيث لا يزال على ذمة القضية المتهم فيها.
سيادة الرئيس مع بداية حكمك اعمل على ألا يبقى برىء فى السجن جنبًا إلى جنب مع الإرهابيين حتى لا يتضاعف أعداء الوطن، ولا نمنحهم أعدادًا أخرى تكفر بالعدل وتفقد الانتماء, اهتم بأسرع ما يمكن ببحث حالات كل السجناء الذين تم اعتقالهم منذ ثورة 30 يونيو والإفراج الفورى عن كل الأبرياء لتعيد البسمة إلى الأمهات والأطفال والزوجات, فالمصالحة لا تكون إلا مع هؤلاء الأبرياء وأسرهم, لنبدأ عهدًا جديدًا عنوانه رفع الظلم عن المظلومين, ونسف كل معابد النفاق والوصولية التى يحاول أصحاب المصلحة بناءها من جديد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة