أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

ما بعد فوز السيسى.. عودة الروح والوعى

الأحد، 01 يونيو 2014 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سنتجاوز سريعا الجدل الدائر حاليا حول طعون حملة صباحى على عدد الأصوات فى بعض اللجان الفرعية، فالتاريخ سيسجل نقطتين أساسيتين الأولى، الفوز الكاسح والنظيف للمشير السيسى باعتباره فوزا تاريخيا غير مسبوق وتفويضا شعبيا جديدا بإدارة البلاد، والثانية اعتراف المنافس حمدين صباحى الراقى بإرادة الشعب.

وسنتجاوز أيضا عن ردود الفعل التافهة لجماعة الإخوان الإرهابية وتحالفها المعروف بـ«دعم الشرعية» وسعيهم لتشويه الانتخابات أو عرقلة مسار الرجل قبل أن يتسلم مهامه رسميا، على اعتبار أن الدولة المصرية فى عهد السيسى ستعود بقوة لتقضى على كل أشكال الفوضى والانفلات والإرهاب وتفتح المجال واسعا لإطلاق الطاقات وتوظيفها لإعادة بناء مستقبل البلاد.

وسنتجاوز أيضا عن الجدل الدائر حول الموقف الدولى من مصر فى عهدها الجديد بعد انتخابات الرئاسة، لأن الاعتراف بشرعية الانتخابات وبالإرادة الشعبية وراءها مسألة محسومة، ولأن المجتمع الدولى بكامله وكما تدل الشواهد الحالية سيتعاون بقوة مع النظام المصرى وسينقلب على مخطط الشرق الأوسط الكبير على الأقل لعشر سنوات قادمة.

الآن نحن أمام شرعية راسخة للرئيس المنتخب وانتهى الأمر، يجب ألا تستغرقنا الاحتفالات، أو المناقشات العقيمة حول هذا الفوز التاريخى، ويجب ألا نضيع وقتنا فى ملفات محسومة تتعلق بالماضى وجراحه وهى قضايا منظورة أمام القضاء، أو ملفات من قبيل، ماذا يعنى ثبوت تهمة التزوير فى انتخابات الرئاسة الماضية على مرسى والإخوان، وما موقف أحمد شفيق من الرئاسة؟... إلخ.

ما يشغلنا يجب أن يتعلق بالدرجة الأولى بعودة الروح لهذا البلد الذى أرادته أطراف فى الداخل والخارج جثة هامدة، ليتاجروا بأوصاله ويبيعونه فى الأسواق بالقطعة، كما يجب أن يتعلق بعودة الوعى للانطلاق بهذا البلد إلى إقامة المستقبل فى مشروع إعادة البناء للنسيج الوطنى قبل البناء والتعمير على الأرض وقبل انتشال الفئات المحرومة من اليأس إلى المشاركة، وبالتالى العودة إلى الحياة بامتلاك الأمل.

عودة الروح هو المشروع الأول للسيسى الذى بدت بواكيره فى خطاب حاسم مهذب وطنى مستقبلى يدرك ما تعنيه عبقرية المكان المصرى وسط الأمم، ومتطلبات هذا العملاق المقيد فى المرحلة المقبلة، وسط التحديات الضخمة التى تواجهه داخليا وخارجيا.

مشروع السيسى الأول كما أفهمه يتعلق برصد «جماع» طاقات المصريين، وتحفيزها وتوظيفها فى تراك واحد هو إعادة البناء والخروج من ضيق الفقر والعوز إلى رحابة الوفرة والاكتفاء الاقتصادى، والطاقات المصرية هائلة وتستطيع حال توظيفها دون شبهة فساد أو محاباة تحقيق المأمول للشعب خلال سنوات قليلة.

ويرتبط بإعادة الروح المصرية، بناء مجال حيوى إقليمى ودولى يعمل على مساندة مصر فى انطلاقتها الكبرى، وهذا المجال الحيوى يقوم على تفعيل معادلة الأمن الإقليمى والتكاتف العربى وجذب أكبر قدر من الاستثمارات خلال السنوات المقبلة بعد ضبط البيئة التشريعية لحماية المستثمرين ومنحهم مجالاً آمناً يتحركون خلاله.

وفى هذا السياق أيضا يقوم مشروع السيسى على إعادة العمق الأفريقى الطبيعى لمصر، بما يمثله من أسواق ضخمة للمنتجات المصرية ومجال حمائى للحقوق المائية المصرية.
أما المشروع الثانى للسيسى وللنظام المصرى الجديد فيتعلق بعودة الوعى، وهو وعى عام يرتبط أساسا بمعنى المواطنة ومجالات الانتماء الثلاثة القطرى والعربى والأفريقى، وما يعنيه ذلك.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة