أجواء الاحتفال المسائى بتنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى داخل قصر القبة، أجمل وأبهى وقصور مصر الرئاسية، كانت رائعة وبديعة، وكان ختامها مسكا فى لفتة سياسية وإنسانية مبهرة عندما منح الرئيس الجديد قلادة النيل المستشار الجليل المحترم عدلى منصور، تقديرا لدوره الوطنى المخلص فى قيادة مصر أثناء توليه رئاسة منصب فى الفترة الانتقالية حتى مراسم تسليم السلطة، دموع الرئيس السابق ألهبت مشاعر الحضور من السياسيين والقضاة والفنانين والرياضيين والإعلاميين ورجال القوات المسلحة، عرفانا للرجل ودوره.
قبل الجلوس إلى مقاعد الحديقة الأنيقة بالقصر الذى بناه الخديو إسماعيل على مساحة أكثر من 70 فدانا قبل تحويله إلى قصر رئاسى بعد ثورة 23 يوليو 52، كانت موسيقى وأغان وطنية لحليم وشادية وفيروز تمهد لليلة تاريخية تستحضر «رمزية الماضى» من مرحلة وطنية مجيدة من تاريخ مصر والعرب فى الستينيات من القرن الماضى بعد يوم مشهود فى تاريخ مصر منذ الصباح الباكر.. قبل دقائق من حضور الرئيس لإلقاء خطابه إلى الأمة، كان صوت حليم يعلو بـ«صورة»: «.. قلنا يا زعيمنا قلوبنا أهى أيامنا أهى ليالينا أهيه.. فى يوم الدم وهبنا الدم ها نبخل بالليالى ليه.. والصورة اكتملت بالرواد مع ناصر وإيديهم فى إيده.. الشعب وعمله وبطله وأمله أبوالشجعااااان.. صور يا زمان»، ولم يخف الحاضرون تفاعلهم مع حليم وغنائه الصادق للبطل الشعبى عند المصريين الذين توسموا بعضا من صفاته و«كاريزمته» فى السيسى.
جاء الخطاب حاسما قاطعا ومحددا لخطة العمل فى المستقبل لتأسيس دولة مصرية قوية تحقق العدل والمساواة بين الحقوق والواجبات، تنحاز للفقراء والبسطاء ومحدودى الدخل، تجعل من المرأة شريكا مهما فى معركة البناء، ومن الشباب شعلة الأمل ومصابيح المستقبل وبناة الدولة الجديدة. تتغير نبرة صوت الرئيس عندما يتكلم عن هيبة الدولة الذى وعد وعدا صادقا حقيقيا باستعادتها فى المستقبل القريب، والقضاء على الإرهاب دون المساس بالحقوق والحريات، لاءات الرئيس كانت حاضرة أيضا مع ملامح برنامجه للتنمية الشاملة، فالمصالحة الشاملة بين المصريين لا مكان فيها للقتلة والإرهابيين ولا تهاون معهم، وغير مسموح بسلطة موازية لسلطة الدولة تحاول كسر إرادتها وهيبتها، ولا رحمة ولا تهاون مع المفسدين والفساد، ولا عودة للتبعية السياسية فقد ولى زمانها ومضى.
هيبة الدولة مع السيسى قادمة لا محالة فى الداخل والخارج إذا صدقت النوايا ووضحت الرؤية وتوافرت الإرادة السياسية والإدارة الصحيحة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة