رفرفت أرواح الشهداء أمس الأول على المشهد الاحتفالى، كانوا هم الحاضرين الغائبين فى الاحتفال بتنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيساً للجمهورية، كان اليوم يومهم، حتى لو حاول البعض محو الذاكرة منهم.
حضر الشهداء فى كلمة المستشار ماهر سامى نائب رئيس المحكمة الدستورية، وكانت افتتاحا لكل احتفالات أمس، قال: «باسم أرواح الشهداء التى تطل علينا فى هذه اللحظة من عليائها فى السماء وتحلق فوقنا، تصوب عيونها نحونا بنظرات وادعة، تسكنها الغبطة والرضى بما قدمته لمصر، هذه التى امتزجت دماؤها الذكية بتراب أرضها الطاهرة، فمات أصحابها كى تحيا مصر، ونعيش نحن، بعد أن حفروا لنا فى الزمن الآتى يوما مشهودا جئنا لنحتفل به معاً».
حضر الشهداء فى كلمة الرئيس السيسى بقصر القبة، حين بدأها مرتجلاً، وبعيداً عن النص المكتوب، حيث طلب من الحاضرين الوقوف تحية للشهداء كل الشهداء، لا فرق فى ذلك بين شهيد ثائر راح أثناء ثورة 25 يناير وبعدها، وشهيد من رجال الشرطة كان يؤدى واجبه فطالته يد الغدر، وشهيد من القوات المسلحة، لم يتخلف كعادته عن أداء واجبه وراحت روحه ثمناً لذلك، كل هؤلاء هم أبناء الشعب المصرى الذين امتزجت أرواحهم بتراب مصر، ويتركون قطف الثمار لمن يعيش بعدهم وعلى فضلهم.
لكل شهيد من شهداء ثورة 25 يناير وما بعدها قصة خاصة، تبدأ منذ أن رباه والداه صغيراً، وتستمر حتى أصبح شابا يأمل فى وطن حر وعادل، ولما وجد الحال ليس كذلك، هبوا وثاروا، تلك هى قصتهم بإيجاز، ولو جمعنها فى قالب واحد، سيكون القول فيها أنهم خرجوا فى اللحظة الأولى للثورة وهم مصممون بهمة وعزم على إسقاط مبارك ونظامه، بعد أن تجبر واستبد وظلم.
فى قائمة الشهداء أسماء مثل، محمد جابر صلاح الشهير بـ«جيكا»، والحسينى أبوضيف، ومحمد حسين كريستى، ومحمد الجندى، ومحمد الشافعى، وعمرو سعد، بعضهم حصل على شرف الاستشهاد أثناء حكم المجلس العسكرى بقيادة المشير طنطاوى، وبعضهم أثناء حكم محمد مرسى، وهناك بالطبع الأكثرية منهم التى استشهدت أثناء فترة الثورة ضد حكم مبارك ونظامه، ورغم مرور كل هذه الفترة، لم نعرف من قتلهم، وبالتالى لم يتم حساب أحد. بعد 30 يونيو، أضيف الذين استشهدوا من رجال الشرطة والقوات المسلحة إلى قائمة الشباب الذين استشهدوا فى ميادين مصر أثناء الثورة، فأصبحنا أمام حالة لا تقتصر على فصيل سياسى بعينه، أو فئة اجتماعية دون غيرها، أصبحنا أمام عطاء مصرى شامل. اختار البعض خندق الثأر من ثورة 25 يناير، بعد أن قامت ثورة 30 يونيو، وضع الثورتين فى مواجهة بعضهما البعض، تحدثوا عن أن القائمين على الأولى، ليسوا هم القائمين على الثانية، ذهبوا إلى هذا المذهب لأن الإخوان اختطفوها فحكموا مصر، اعتبروا ثورة 25 يناير مؤامرة محبوكة، صنعتها وصممتها أمريكا ونفذها عملاؤها فى مصر، شتموها وسبوها بكل ما اشتملته من ثوار، كان ذلك أسوأ رسالة يتم توجيهها إلى الشهداء الذين دفعوا أرواحهم دون حسابات، وهاهو مشهد أمس الأول يشهد كل من شارك فيه وفى مقدمتهم الرئيس السيسى بأن ثورة 25 يناير هى الأصل، وحبذا لو كانت أسر الشهداء هى التى تزين قصر القبة أمس.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة