عندما وصل الرئيس المعزول محمد مرسى إلى سدة الحكم، نتيجة حالة غيبوبة لـ13 مليون مصرى، عدد من اختاروه، سارع الدكتور محمد البرادعى، وقدم له التهنئة، باعتباره رئيسًا ينتمى لجماعة تتسق مع أفكاره، وكان نص التهنئة: «خالص التهانى للدكتور محمد مرسى، حان الوقت لنعمل جميعًا كمصريين فى إطار توافق وطنى لبناء مصر قائمة على الحرية والعدالة الاجتماعية».
رغم أن محمد مرسى لم ينجح سوى بنسبة %51، بعضها مزور من المنبع بتسويد البطاقات فى المطابع الأميرية، سارع البرادعى وهنأه واعتبره نصرًا مبينًا، وفتحًا عظيمًا، وعندما نجح المشير عبدالفتاح السيسى بالإجماع، وحصد ضعف أصوات ما حصل عليها «المعزول»، إلا أن الدكتور محمد البرادعى لم يقدم التهنئة له، وكأنه قد أصابه «الغم» من المشهد المبهج والمبهر لتنصيب السيسى، وأعاد أم الدنيا، لمكانتها الحضارية، وقامتها بين الأمم.
البرادعى، وبعد تجاهله المتعمد لتهنئة الرئيس المنتخب، يسير عكس اتجاه اهتمامات ورغبات المصريين، ويبحر بعيدًا عن المياه الإقليمية، ويصر على ركوب أمواج الأمريكان والأتراك والإيرانيين، وفى القلب منهم جماعة الإخوان الإرهابية والظلامية.
البرادعى، وبوضوح ودون تجميل ومجاملة، أكد عندما قفز من سفينة الوطن التى كانت على وشك الغرق، أنه ركن أصيل من أركان خطة تقسيم مصر، وتفتيتها، مثلما كان ركنًا مهمًا فى تدمير العراق، وتسليم مفتاحه لأمريكا، وانهارت بلاد الرافدين، وحتى الآن، يجنى العراقيون ثمار المر من قتل وذبح وغياب تام للأمن والأمان، وخطر التقسيم والتقزيم، وتزايد الكراهية الطائفية.
البرادعى، حاول قبل 25 يناير، أن ينفذ نفس السيناريو فى مصر، وارتفعت بعد الثورة، نغمة العداء للمؤسسات الحامية الأمنية، ونجحوا فى ضرب الشرطة فى مقتل، ولكن الجيش كان عصيًا عليهم، لأن بداية تنفيذ أى مخطط يبدأ من حيث ينتهى سيناريو تدمير الجيش والشرطة، لأنهما عمودا الفقرى للدولة، وسقوطهما، سقوطا للدولة، لذلك كان يساند الإخوان ويقوى شوكتهم، لأنهم قادة تنفيذ المخطط البغيض لإسقاط البلاد.
لذلك فإن رفض البرادعى تقديم التهنئة للسيسى، مفهوم ومعلوم بالضرورة، ولا يحتاج لاجتهاد، لأن السيسى دمر خطة أمريكا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة