رد فعل سريع من إسرائيل على خطاب الرئيس السيسى فى يوم التنصيب بعد حديثه عن أفريقيا وإثيوبيا، والدور المصرى القادم فى القارة السمراء، بعد غياب أكثر من 40 عاما من الإهمال والتجاهل والتعالى على الدول الأفريقية، وصلت فى بعض الأحيان التآمر عليها..!
تل أبيب فهمت الرسالة جيدا عندما قال الرئيس إن مصر الأفريقية رائدة تحرر واستقلال القارة السمراء، و«إننى أقول لمن يحاول فصلها عن واقعها الأفريقى لن تستطيع فصل الروح عن الجسد، فمصر أفريقية الوجود والحياة».
ثم جاءت الجملة الأهم التى فزعت منها إسرائيل فى خطاب السيسى: «لن أسمح لموضوع سد النهضة أن يكون سببا لخلق أزمة أو مشكلة، وأن يكون عائقا أمام تطوير العلاقات المصرية، سواء مع أفريقيا أو مع إثيوبيا الشقيقة، فإن كان السد يمثل لإثيوبيا حقها فى التنمية فالنيل يمثل لنا حقنا فى الحياة، علينا أن نعمل ليصبح واحة للتنمية والتعاون فيما بين دول حوضه».
حديث الرئيس عن علاقات مصر الأفريقية كان بمثابة إحياء لدور مصر عبدالناصر فى مساندة حركات التحرر والاستقلال فى الستينيات، ثم انتقالا لإصلاح ما أفسدته السياسة المصرية منذ منتصف السبعينيات وحتى عهد الرئيس المعزول، بدعم الأشقاء الأفارقة، من خلال التعاون الفنى لبناء الكوادر الفنى فى شتى المجالات، فمصر بوابة العالم إلى أفريقيا ونافذة أفريقيا على العالم.
هذا الحديث هو ما لم ترغب فى سماعه دوائر صنع القرار فى تل أبيب، فقد توغلت إسرائيل فى أفريقيا بشتى الوسائل مع الدول الأفريقية فى غياب مصر، وحاولت حصار القاهرة والعبث فى مياه النيل، بالتواجد فى قلب دول حوض النيل التى لم تجد من مصر مبارك سوى الجفاء والبعد. فمعنى أن تبدأ مصر التحرك وتولى وجهها تجاه قارتها السمراء، أن كل ما خططت من أجله إسرائيل طوال السنوات الماضية معرض للخطر. لذلك سارعت تل أبيب إلى خوض حرب دبلوماسية ضد الإدارة المصرية الجديدة بزيارة عاجلة إلى دول القارة السمراء وخاصة دول حوض النيل يقودها المتطرف ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلى الذى هدد فى وقت سابق بتدمير السد العالى، على رأس وفد من رجال الأعمال، فى محاولة لقطع الطريق على العودة المصرية.
الحرب بين القاهرة وتل أبيب بدأت مبكرا فى الساحة الأفريقية بعد إعلان الرئيس أن أفريقيا لمصر ومصر لأفريقيا، وعلينا أن نستعد جيدا.