حالة من الغثيان أصابتنى بعد قراءة تقرير صادر من وزارة التربية والتعليم حول أساليب الغش المستحدثة فى الثانوية العامة والدرجة التى كدت أتقيؤ عندها تتعلق بطرق إخفاء الطالبات للبرشام.. ولمن لا يعرف البرشام كلمة قديمة منذ أجيال، حيث كان الطالب الفاشل فى جيلنا يكتب أجوبة الأسئلة المتوقعة فى ورق صغير بخط صغير ويخفيه فى ملابسه أو ملتصقا بالمسطرة أو يكتب بعض المعلومات على ذراعه أو بطن كف يده، وكل هذه أساليب عتيقة جدا لأنواع البرشام منذ القرن الماضى، أما هذا الجيل فقد أبدع وجادت قريحته «الغشاشة» بما لم يأت به الأوائل، والبرشام الجديد عبارة عن المحمول الذى بدأ استخدامه كوسيلة للغش منذ التسعينيات ولأن هناك تطورا فى أساليب التجسس والتسريب والتنصت فقد دخلت كل الأدوات المستخدمة فى هذه المجالات إلى ميدان الغش أثناء الامتحانات، وقد قرأت فى تقرير الوزارة أن هناك أساليب أخرى وأدوات لا تراها العين المجردة مثل السماعة البلوتوث بحجم الحمصة أو حبة الأرز، وذلك بخلاف المحمول الصغير جدا، الذى يضعه الغشاش فى مكان خفى لا يراه المراقب، طيب ما الذى جعلنى أكاد أتقيؤ، يا سادة طرق الطالبات فى الغش فضيحة بكل معنى الكلمة وحسب التقرير فقد ضبطت أجهزة المحمول الصغيرة فى أماكن حساسة مثل داخل حاملة الصدر وبالملابس الداخلية وفى حذاء الطالبة وفى شعرها.. وداخل شورت أسفل ملابسها وكل هذه الموجودات تم ضبطها من خلال جهاز حديث تستعمله الوزارة لأول مرة يعنى الطلبة والطالبات لم يكونوا على علم أن الوزارة تتحداهم بوسائل مراقبة وتفتيش حديثة، وقد أقسمت طالبة أنها لا تغش بعد أن اتهمتها المراقبة أنها تهمس مع نفسها كأنها تسأل طرفا آخر، وهنا استدعت المراقبة حامل الجهاز فوجدت أنه أصدر صفيرا يعنى هناك محمول فى مكان ما داخلها فاستدعت إحدى المشرفات وطلبت اصطحابها لغرفة مغلقة وتفتيشها ذاتيا، وبالفعل وجدت المحمول فى مكان حساس.. السؤال ما الذى يجعل طالب الثانوية العامة يغش؟ ولماذا وصلنا إلى هذه الدرجة من الانحطاط التعليمى والتربوى، وكيف نقضى على هذا الوباء الذى يكلف أولياء الأمور مبالغ تصل لعشرين مليار جنيه سنويا من لحم الحى، والنتيجة لا علم ولا تعليم ولا تربية ولا ثقافة ولا أخلاق، المحصلة فشل عام لكل وزراء التربية والتعليم وكل سياسات التعليم فى مصر وكل الحكومات المتعاقبة الحاصلة على صفر كبير فى ملف الثانوية العامة، طيب نروح لمجال آخر أو تعليم آخر المفروض أنه مرتبط بالدين والأخلاق وهو التعليم الأزهرى الذى نشأ بهدف الجمع بين الدين والدنيا، العلم والروح والعقيدة، ستجده أكثر انحطاطا لأن ثالثة الأثافى فى حفل الغش الجماعى الذى حدث فى مادة القرآن فى أكثر من لجنة من كفر الشيخ حتى أسوان بالمعاهد الثانوية الأزهرية، وفى كفر الشيخ ساعد أولياء الأمور أبناءهم فى الغش، وعندما اعترض أحد الشيوخ ضربوه ضربا مبرحا وحاصروا المدرسة بالسلاح حتى تتم عملية الغش فى أمن وأمان تحت حماية الأهالى.. ما هذه النوائب يا شيخ الأزهر ولماذا لم نسمع أو نقرأ إجراء تم اتخاذه لردع هذه الكارثة وأصحابها وكيف يخرج طالب غشاش من الأزهر ليعمل داعية وماذا يغش؟ إنها مادة القرآن الكريم، يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة