أغلب الظن أن اهتمام المصريين بالسياسة وشؤونها سيتراجع كثيرًا بدءًا من اليوم الخميس 12 يونيو ولمدة شهر، ومن المتوقع أن المحللين الاستراتيجيين والناشطين العباقرة والمذيعين اللامعين والمؤيدين والمعارضين سيتوارون عن المشهد لصالح الحضور المتوقع لميسى ونيمار ورونالدو، ومن المؤكد أن الكباتن القدامى أمثال الشاذلى وطه إسماعيل ومصطفى عبده سيصبحون أهم من مبارك ومرسى والحكومة الجديدة، فالكرة انطلقت والمنافسة اشتعلت والتوتر اللذيذ اتقد فى الصدور!
إنها كرة القدم أيها القارئ العزيز.. إنها المسابقة الأهم والأشهر فى تاريخ البشرية.. إنها كأس العالم التى تنتظرها المليارات من العيون كل أربع سنوات.. صحيح أن حظ المصريين من المشاركة فى هذا السباق العالمى معدوم، لكن لا بأس أن نتابع ونتأمل وننفعل ونستمتع.
ستصبح البرازيل خلال هذا الشهر أهم دولة فى العالم، وسنعرف عن أسرارها الكثير، وسنعلم أن نحو %40 من الأكسجين الذى يتنفسه البشر تنتجه غابات الأمازون بالبرازيل، وسنحترم جرأة هذه الدولة لأنها أنشأت عاصمة جديدة لها بعد أن طال العطب والقبح والخراب عاصمتها القديمة!
سيكتشف المصريون - حين يتابعون المباريات كما يكتشفون كل أربع سنوات - كم نحن أسرى اللانظام، وسنحزن كثيرًا حين نرى دقة التنظيم وروعة الإبداع فى حفلة الافتتاح، وسنتحسر على أننا لم نبذل الجهد الكافى لنحظى بنعمة المشاركة فى هذا المهرجان العالمى البهيج.
قد نندهش إذا علمنا حجم الاستثمارات المرصودة لهذه المسابقة الفريدة، وربما نفاجأ بالأرباح الوفيرة التى ستنهمر فى جيوب الشركات والقنوات والفيفا، وسنذهل حين نسمع عن الارتفاع الجنونى فى أسعار اللاعبين المهرة، ومرة أخرى ستعترينا حسرة لأننا خارج هذه المنظومة كلها، إذ كل ما نملكه هو المتابعة والاستهلاك!
ستشتعل المقاهى بالصخب، وسيرتج الفيسبوك بزلازل المراهنات والتوقعات والتعليقات والسخريات، وسيلعن المتشائمون حكوماتنا القديمة والجديدة لأنها لم تعمل بجدية لنشارك فى هذا العرس العالمى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة