سهير جودة

إرادة وإدارة

الجمعة، 13 يونيو 2014 08:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
آما أن لروح العمل أن تتسيد وأن يكون العمل هو "الزغرودة" الدائمة فى مصر لثورة العمل، وآما أن لعجلة الإنتاج أن تدور وقد توقفت فى الثلاث سنوات الأخيرة، وتصاعدت فى مقابلها عجلة المطالب الفئوية والبحث عن الحقوق وإهدار الواجبات وثقافة أنا ومن بعدى الطوفان، الآن والحماسة طاغية كيف يمكن فرض مناخ يترجم هذا الحماس إلى إيجابية وفعل وعمل، كيف نستثمر الحماس والتفاؤل والفرح حتى لا يكون مجرد لحظات وأيام وتنتهى ونعود لروح الاستسلام، لا بد أن تكون لدى مؤسسة الرئاسة خطة ورؤية لاستعادة روح وثقافة العمل وما أدراك ما العمل.. الرغبة فى العمل لا بد أن يتزامن معها إرادة سياسية وإدارة دولة، فالعلاقة بين المواطن والدولة هى علاقة تفاعلية تأثير وتأثر، وعندما يشعر المواطن أن الدولة تفرض العدالة وتعمل على التقدم وتبنى مشروعا قوميا وتقضى على كل الأمراض الاجتماعية المتوارثة وتفرض قيما إنسانية جديدة، فسوف يقدم المواطن الوطن على نفسه ويدرك أنه لكى يكون لا بد أن يكون الوطن.

عالم النفس فريدريك هيرزبيرج فى كتابه القيم وحافز العمل، حدد ستة عوامل تحفيزية تؤدى إلى خلق المناخ العام المساعد على استغلال قدرة الراغب فى العمل بأداء فعال، وقال إن هذه العوامل تتناسب مع احتياجات الأشخاص فى إشباع الرغبات الذاتية، فالعامل أو الموظف يتحفز عند شعوره بأن هناك إنجازا حقيقيا من بقية زملائه وأنه يجب استغلال رغبته فى العمل بإتاحة الفرصة أولا ثم الاحتفاء بنجاحاته ونجاحات أقرانه، إضافة إلى تعليمه وإيجاد حلول للمشكلات التى تواجهه خلال عمله كى لا يصاب بالاحباط فيتوقف عن مزيد من الإنتاج ويقول هيرزبيرج أن أى راغب فى العمل يتحفز عند شعوره بإمكانية تحقيق نمو أو عندما يوقن أن هناك إمكانية للتقدم الفعلى، وأن عمله سوف يساهم فى إضافة قيمة مضافة للمجتمع ككل، إذا هذه النظرية تؤكد أن العامل يتحفز عند شعوره بأهمية العمل نفسه الذى يعمله وأنه مهم إلى درجة قد تتوقف عليها أعمال الآخرين، ولكن على الدولة ألا تنتظر من الراغب فى العمل أن يتقدم وحده أو أن يجود فى عمله وحده، ولكن عليها أن تقدم له الفرص والمناخ والتعليم، الدولة المتقدمة تغرس فى أطفالها منذ الصغر مبدأ الأخلاق فى العمل أيا كان نوعه ما دام شريفا وتحثهم على التفانى فيه على اعتبار أنه ليس مجرد مصدر للدخل بل هو المواطنة الصحيحة التى تخدم المجتمع والوطن، مشكلة مصر أن بها ثقافة على النقيض وهو أن العمل مجرد وظيفة نؤديها بأقل مجهود ممكن للحصول على بعض الاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية دون الاهتمام بالأخلاق والتميز والتجويد والإنتاج وبموجب هذه الثقافة أصبحت الغاية هو تسلم الراتب نهاية كل شهر وشكرا، ومؤكد أن هناك عوامل اجتماعية واقتصادية وإدارية وسوء مستوى التعليم والثقافة أدى إلى سيادة ثقافة عمل بائسة ليس بها أى روح عمل بل أنها كاملة دسم السلبية، أننا فى حاجة لفرض ثقافة "تقدير" العمل كما يحدث فى اليابان والفلبين والصين والدول الأوروبية، العاملون فى تلك الدول يجيدون فنون ومهارات المهنة أو الحرفة التى يعملون فيها ولديهم التزام تام بتوقيت التنفيذ ولديهم رغبة فى التطور والرقى، أما فى مصر فالسائد عدم الالتزام بمواعيد العمل أو إنجازه وسيادة عبارة على قد فلوسهم.. وتعانى مصر من ثقافة الاتكالية وثقافة اللامبالاة والتسيب الوظيفى وعدم الإيمان بأهمية تطور القدرات والمهارات الوظيفية ولا يلقون بالا ولا ينشغلون بضرورة تقدير وإتقان العمل فى كل مراحله، مصر تحتاج إلى تعديل سلوك المجتمع لاستعادة "المجتمع المنتج".









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة