كان سؤال الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر: لماذا يكرهوننا؟ يقصدون العرب والمسلمين، كانت أمريكا تعلن أنها ضد التسلط والإرهاب.. ولم تكن الشعوب تصدق، بل كانت تعرف أن غزو أفغانستان ليس من أجل مواجهة الإرهاب، فقد كانت أمريكا هى من رعت الإرهاب وزرعته لمواجهة الاتحاد السوفيتى فى الحرب الباردة، ثم تركت القاعدة وبن لادن حتى استيقظت على أحداث 11 سبتمبر.
الولايات المتحدة سعت لإزالة نظام صدام حسين لأنها ترى العراق خطرا، عليها وليس لأنه ديكتاتور، فقد تقبلت ديكتاتوريته ودعمته فى مواجهة إيران، ثم سعت لغزو العراق وتفكيك الدولة بزعم وجود أسلحة الدمار الشامل، ولم تعثر عليها، فاخترعت الديمقراطية وتحرير الشعب العراقى، وزرعت دستورا طائفيا فى العراق، برعاية بول برايمر، فككت الجيش والمؤسسات، وغادرت بعد أن نشرت الفوضى، وبدلا من نظام واحد متسلط خلفت وراءها الطائفية والصراع.
اليوم تجتاح جماعات داعش العراق مثل التتار والمغول، يحرقون ويذبحون وتنسحب أمامهم قوات الجيش، وتقف العشائر متشككة ترفض تدعيم حكومة نورى المالكى، الذى فشل فى الحصول على موافقة البرلمان لفرض الطوارئ.
داعش ليست مجرد جماعات إرهابية، لكنها تنظيم على علاقات واسعة بأجهزة مخابرات ودول، تمنحه التمويل والأسلحة الحديثة. وهو تنظيم ركب على الربيع العربى، وساهم فى إضاعة نتائجه، لصالح فوضى تبدو مقصودة.
وفى مصر كانت هناك بوادر لظهور هذا التنظيم فى سيناء، وتم استقدام إرهابيين من دول العالم، مع العناصر التى تم إطلاقها من السجون، لتمثل نواة لقوات كانت فى طريقها للنمو. لكن الجيش سارع بمواجهة ذلك مبكرا، مدركا حجم الخطر. وربما يكشف النقاب يوما عن حجم التنظيمات التى كانت تستعد للتوسع فى سيناء، استعدادا للزحف بعد تفكيك المجتمع ونشر فيروسات الطائفية.
داعش وأنصار بيت المقدس وغيرها من التنظيمات الإرهابية هى امتداد لتنظيم القاعدة الذى أصبح يخوض الحرب بالوكالة لصالح من يمول، وبرعاية أجهزة وشركات سلاح. تنمو هذه التنظيمات كالطفيليات، فى مجتمع متفكك وطائفى. ربما لهذا ندرك السبب فى محاولات إذكاء الصراع المسيحى المسلم، أو السنى الشيعى، والذى وصل ذروته فى اجتماع الاستاد الشهير، وتطور لقتل بعض الشيعة والتمثيل بجثثهم. بعد يوم من تحريض واضح برعاية مرسى.
ما يجرى فى العراق، واجتياح تتار داعش، نتيجة لتفكيك الدولة، وزرع الطائفية، وإضعاف المجتمع، وربما لهذا يجب الانتباه لما كان مخططا لمصر، لولا صحوة الشعب والجيش. وكيف واجه التتار مبكرا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة