كريم عبد السلام

ما وراء دعوة السيسى لركوب الدراجات

السبت، 14 يونيو 2014 10:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الرئيس السيسى فى المرحلة الحالية، يسعى جاهداً لاستنهاض الهمم وإيقاظ الروح المصرية داخل المواطنين بعد أن أدخلتها السياسات الخاطئة على مدار العقود الماضية غيبوبة بات معها البلد مش بلدنا وانفصل الناس عن الإدارة الحاكمة، من هنا تأتى تحركات السيسى الرمزية لتعطى الأمل للجميع بأن كل فرد قادر على المشاركة والإسهام فى حل أعقد المشكلات الكبرى التى تواجهنا كدولة ومجتمع، ومن هذه التحركات خروجه فى ماراثون للدراجات على رأس مجموعة من الوزراء والمشاهير فى المجتمع وعدد هائل من المواطنين.

السيسى يعرف طبعاً أن شوارعنا غير مجهزة لأن يستخدم فيها المواطنون الدراجات بشكل آمن بدلاً من وسائل المواصلات أو السيارات، كما يعرف أن المحافظات التى تم تصميم شوارعها قديماً لتستوعب هذا الأمر مثل بورسعيد، فقدت مع العشوائية وارتباك الإدارة ميزة أن يكون بها ممرات آمنة لمستخدمى الدراجات ويعلم أيضاً أن الدولة لن تغير جميع شوارعنا فى لحظة واحدة لتحولها إلى شوارع صالحة لاستخدام الدراجات كوسيلة مواصلات فردية آمنة وموفرة للوقود.

لكنه مع ذلك يعرف أن المصريين لابد أن يشعروا أن مشاكل بلدهم هى مشاكلهم الشخصية وأن إسهامهم البيسط يمكن أن يؤدى إلى حل هذه المشكلات جبناً إلى جنب مع السياسات الحكومية المعدلة والإجراءات البديلة لأصحاب القرار، أو بمعنى أدق هو العامل الأهم فى حل المشكلات الكبرى للبلاد عن طريق تحويل قرار المسؤول إلى قرار شعبى مجتمعى، وبدلاً من أن يتخذ الوزير أو المسؤول المعنى بالملف قرارات وتواجهها عادات استهلاكية أو مجتمعية خاطئة، يصبح الوزير والمسؤول جزءاً من حراك مجتمعى شامل لمواجهة المشكلة.

اعتقد أن كثيراً من المصريين سيستجيبون لـ«السيسى» ودعوته باستخدام الدراجات رغم ضعف البنية الأساسية وتدريجياً سيتحقق الهدف الأعم وهو التوحد بين الحكومة والمجتمع لتحقيق النهضة الشاملة، وسيعود من جديد فعلاً لا قولاً مسمى «المشروع القومى» فى مختلف المجالات وليس الاقتصاد فقط أو البنية التحتية وإنما سيمتد الأمر للثقافة والفنون ليعود لمصر إشعاها الحضارى ودورها الإقليمى والعالمى، إن شاء الله.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة