مشكلة على سالم الحقيقية أنه يتعامل مع نفسه على أنه شجاع، وأنه يفهم مصلحة مصر الوطنية أكثر من المثقفين والمحامين والصحفيين والفنانين والأطباء والعمال والمهندسين ونقاباتهم المهنية المنتخبة التى تحظر التطبيع مع العدو الإسرائيلى، وأكثر من الأجهزة السيادية التى وجه لها نصائح جديدة مدهشة بعد أن عنفها من خلال شباكه فى «المصرى اليوم» أمس، صاحب مدرسة المشاغبين لا يحتاج إلى حبوب الشجاعة باعتباره شجاعا بالفطرة، هو قال للأجهزة الأمنية «أطالبكم على الفور بعمل علاقات قوية مع أجهزة الأمن الإسرائيلية لتبادل الخبرات والحرب ضد الإرهاب».
كما طالب أيضا وعلى وجه السرعة بإنشاء المركز الأكاديمى فى تل أبيب وتغذيته بأفضل العناصر، هو «مالى إيده» من الحكام العرب، ويرى أنهم رجال دولة وسيفهمون أن مصر ستكون أكثر استقرارا بعلاقات طبيعية مع إسرائيل، المستعجل اعتبر الموقف الرافض للتطبيع سببه مبارك الذى كان يحقد على السادات، وأن قضية الأسمدة المسرطنة كانت مفتعلة وضد يوسف والى رجل السادات، على سالم نقل عن الأستاذ نجيب محفوظ كلاما لا يستطيع أن يؤكده أو ينفيه، وهذا لا علاقة له بالشجاعة ولكن له علاقة بالأخلاق، الساخر الذى فتح نار جهنم على نفسه قبل عشرين عاما (كما كتب) يعود مجددا متخيلا أن أفكاره التطبيعية الحقيرة انتصرت، وأنه حريص على الذين يعيشون فى تل أبيب ويطالب الجهات المعنية باستقبالهم بالورود فى مطار القاهرة، هو يعتقد أننا فى حاجة الى أقمار تجسس إسرائيلية لملاحقة الإرهابيين، هذه المرة يبدو أنه «مزقوق».