منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، تجمد النشاط الرياضى، فى مصر، وتراجع هوس المصريين بكرة القدم بشكل لافت، للدرجة التى دفعت البعض إلى التأكيد أن نشطاء الثورة، وعددا من السياسيين، احتلوا مكانة نجوم كرة القدم، فى الشهرة والنجومية.
وتزايد الاهتمام بالشأن السياسى، والثورى، بشكل لافت طوال الثلاثة أعوام الماضية، وفى ظل تصاعد الأحداث السياسية، والاستحقاقات الانتخابية، المتوالية من انتخابات رئاسية، ثم برلمانية شعب وشورى، ثم الاستفتاء على الدستور، أدى إلى توارى الاهتمام بالرياضة والفن.
وجاء حادث إستاد بورسعيد البشع، خلال مباراة النادى الأهلى والمصرى، الذى راح ضحيته العشرات فى مذبحة كروية هزت أركان الدولة المصرية، وكان لها الآثار السلبية المميتة للعبة، بشكل عام، وخيمت سحابة الحزن والكآبة واليأس على المصريين، بشكل خاص، فاستمر تراجع الاهتمام بالرياضة.
وبعد ثورة 30 يوينو، بدأ الاهتمام بالرياضة والفن يعود تدريجياً، رغم العمليات الإرهابية، وأحداث العنف التى انتشرت فى الشارع، إلا أن بطولة الدورى العام لكرة القدم استمرت، وزادت سخونة مع الاقتراب للصعود للدورة الرباعية.
ومع انطلاق بطولة كأس العالم، أكبر محفل رياضى، كروى فى العالم، يوم الخميس الماضى، عاد الاهتمام بكرة القدم ليصل إلى ذروته، ويتزاحم الجميع على المتابعة فى المقاهى والمنازل والأندية فى محافظات ومدن وقرى مصر المختلفة.
وأصبح لا حديث يعلو هذه الأيام فوق الحديث عن كرة القدم ونجوم الفرق الوطنية من عينة البرازيل وهولندا وإسبانيا، وإيطاليا، والأرجنتين، بجانب مفاجآت البطولة المدوية حتى الآن، التى فاقت كل التوقعات، مثل الهزيمة الثقيلة التى تلقتها إسبانيا على يد هولندا، فى مباراة ثأرية، 5 مقابل هدف يتيم، وتلاعب الهولنديون كيفما شاءوا بنظرائهم الإسبان.
عودة المصريين للاهتمام بكرة القدم بهذا الشكل، يؤكد أن الجميع قد تعب من السياسة، وألاعيبها غير المنطقية، والمتقلبة دون إثارة، وإنما تقلباتها تمثل صدمات قوية ومرعبة للمصريين، لذلك هرب المصريون من جديد إلى العودة للحياة الطبيعية والاهتمام، بلعبة كرة القدم التى تجلب لهم السعادة، بسحرها ومتعتها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة