نجحت ثورة يناير فى ترميم الشرخ الذى أحدثته مباراة مصر والجزائر الشهيرة، التى أظهرت أسوأ ما فينا هنا وهناك، وكان الخطاب الشعبوى الذى قاده الإعلام هو السبب، وفى الأيام الفائتة لوح فى الأفق خطاب آخر يحاول إشعال فتنة من نوع آخر، وأعتقد أنه من الحكمة ألا ننجرف فى الرد على كاتبهم الكبير رشيد بو جدرة الذى قال فى مؤتمر يعقد بالجزائر الآن كلاما يسىء له أكثر من إساءته لمصر، هو يزعم أنه لا توجد رواية فى مصر، والموجود منها أعمال محلية لا ترقى إلى العالمية، والذى لا يعرف حجم وأثر الفن الروائى المصرى منذ نجيب محفوظ إلى أصغر كاتب وكاتبة فهو شخص لا يقرأ وعلينا أن ننصحه بالاطلاع ونساعده «من أجل مصلحته» أن يبدأ من جديد حتى لو كان فى الثالثة والسبعين، والشخص الذى يقول كلاما كهذا لن يقدم رأيه ولن يؤخر.
واسينى الأعرج الجزائرى مثلا يرى أنه يوجد روائيون جزائريون ولا توجد رواية جزائرية، رغم وجود مالك حداد وكاتب ياسين ومحمد ديب وغيرهم وحتى واسينى الأعرج، الذى اختار الكتابة بالفرنسية لمحدودية العربية وبسبب الرقابة الاجتماعية والسياسية، كما قال بو جدرة الذى يعتبر نفسه الشيوعى الجزائرى الأخير يتحدث ثمانى لغات «ما تعرفشى ليه؟»، وترجمت أعماله إلى 42 لغة وترجم لنفسه 18 منها، ومع هذا لا يوجد له تأثير فى الثقافة العربية، ولهذا يحب أدونيس جدا، ويرى مثله أنه لا يوجد شعر إلا فى الشام، هو ممرور لأسباب تخصه، ونتمنى أن يكون مؤثرا فى فرنسا.