أن يتلخص الإسلام والمسلمون فى داعش وبوكوحرام وغيرهما من تنظيمات الدم والقتل، التى ترفع الرايات السوداء، وليس لديها غير القتل، فهو أمر يفترض أن يثير التساؤل، لأن الأضواء تركزت على داعش كجماعة ظهرت منذ شهور وأصبحت تسيطر على الصورة بعد اجتياحها مدن العراق فى حرب طائفية، بعد سنوات من الغزو الأمريكى تم خلالها تغذية الطائفية وتضخيمها، صحيح كانت هناك مشكلة طائفية لكن تم تضخيمها بدستور طائفى مذهبى أشعل الأمر بشكل كبير. وتبدو الولايات المتحدة محايدة أمام ما يجرى كأنها ترضى عن هذه الصورة، وربما تراهن على تطورات تنتج وضعا يفيدها. ولا تبدو واشنطن راغبة فى العودة للتورط فى المستنقع العراقى من جديد، ولا ترى مسؤوليتها عن حالة الفوضى التى تجتاح العراق.
البعض يبدى اندهاشا من وجود داعش فى سوريا والعراق، أو بوكوحرام فى نيجيريا، وباقى الجماعات الإرهابية التى ترفع رايات الإسلام، بينما هم جماعات مرتزقة تنفذ تعليمات الممولين.
هذه الدموية لدى بوكوحرام وداعش هى نفس الدموية والبدائية لدى طالبان والقاعدة وبيت المقدس، والاختلاف فى الدرجة، ويبدو أن هناك من يمول وجودها حتى يسىء للإسلام والمسلمين، ويصدرون هؤلاء مثلما صدروا طالبان والقاعدة.
هناك نظرية تشير إلى أن كبار تجار وصناع السلاح هم أكثر من يستفيد من الحروب والنزاعات فى الشرق الأوسط والعالم. فهم يضمنون أن تشترى الدول العربية والإسلامية المزيد من السلاح، لمواجهة تهديدات دائمة. فهم يشعلون الصراع بين إيران والخليج. والآن فإن جماعات داعش أو بيت المقدس، تتغذى كالخفافيش على الدم، مصاصى دماء بلا هدف، وحتى مع مزاعم كونهم يرفعون رايات سوداء، ومن تأمل الموقف الأمريكى ربما يراهن الأمريكيون على أن يقود هؤلاء الفوضى التتارية لينهوا أى وجود للدولة والتحضر ويعودوا بالدول إلى البدائية والتوحش، لتسهل إدارتهم من قبل الدول الكبرى، بينما يبتعد حلم الديمقراطية الذى بشرت به الولايات المتحدة على ظهر الدبابات. وانتهت إلى تركيبة «الصناديق الطائفية».
باسم الديمقراطية أحيت أمريكا أشد شهوات التعصب والطائفية فى العراق، وزرعت الشك لدى كل التيارات والفئات، وما تزال تنتظر ربما تتطور الأمور لحروب إقليمية لن يربح منها أحد، وأمريكا تريد ضمان النفط. وربما تراهن على أن أقصى تطور لجماعات داعش وأمثالها، هو بناء حكم على طريقة طالبان، جاهل ومتخلف يرجع بالعالم العربى للوراء قرون إلى ما قبل الاستعمار القديم.