عادل السنهورى

لماذا خرج نبيل فهمى من الحكومة؟

الأربعاء، 18 يونيو 2014 10:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أدت الحكومة الجديدة اليمين الدستورية أمام الرئيس دون أن يعرف الناس لماذا خرج وزراء وجاء آخرون فى مناصبهم. مازالت العقلية القديمة والتقليدية هى الحاكمة فى تشكيل الحكومات فى مصر، وكأن شيئًا لم يحدث بعد 25 يناير، وكأنه ليس من حق الرأى العام أن يعرف حيثيات الدخول والخروج من التشكيل الوزارى. تشكلت الحكومة وسط غموض وارتباك فى اختيار الوزراء الجدد، وأسفرت عن مفاجآت عديدة، ربما أبرزها خروج وزير الخارجية النشط نبيل فهمى الذى لا نعرف أسباب خروجه من الوزارة، رغم الأداء الدبلوماسى اللافت والمميز للوزارة منذ توليه المنصب، منذ ثورة 30 يونيو، والدور الذى قامت به الخارجية المصرية لاستعادة مصر دورها فى المحافل الدولية.

خروج نبيل فهمى، رغم بعض الملاحظات التى أبديناها على أداء عدد من السفراء فى الخارج يشكل علامة استفهام كبيرة تحتاج إلى إجابة شافية عليها، حتى نشعر أننا فى دولة جديدة تعبر عن روح الثورة، واحترام عقول الناس، وليس إعادة إنتاج أسلوب وطريقة النظام السابق فى تعيين الوزراء وإقالتهم دون أسباب منطقية واضحة للرأى العام.

هل نتذكر كيف كانت علاقات مصر الخارجية بعد 30 يونيو؟ وكيف أصبحت حتى لحظة خروج الوزير من الحكومة؟

مصر كانت فى شبه عزلة وسط ضغوط أوروبية وأمريكية معادية للمصريين، وقطيعة أفريقية، ثم نجحت الخارجية المصرية بأدائها المميز فى استعادة الدور مرة أخرى، فالاتحاد الأوروبى اعترف بما جرى من تغيير وثورة، والولايات المتحدة أقرت بالأمر الواقع، والاتحاد الأفريقى أعاد عضوية مصر مرة أخرى. ومع ذلك لم يهنأ نبيل فهمى، سليل الدبلوماسية المصرية- والده وزير الخارجية الشهير الراحل إسماعيل فهمى- فى حصد ثمار النجاح، وخرج دون سبب واضح على الأقل للرأى العام، لأن الأسباب الحقيقية قد تكون معلومة لكثيرين، ولا علاقة لها بأداء ونشاط نبيل فهمى فى وزارة الخارجية.

كل ذلك يعنى أننا مازلنا نعمل «على قديمه»، وهذا مؤشر قد يكون مصدرًا للقلق والانزعاج مما هو قادم فى المستقبل.

عموما الوزير نبيل فهمى أدى ما عليه ويستحق عليه التقدير، ونتمنى التوفيق للوزير المقبل سامح شكرى، وللحكومة الجديدة التى ينتظرها عمل شاق وجهد كبير بدأته من أداء اليمين الساعة «7 الصبح»، وإنا لمنتظرون.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة