نتمنى أن تتفهم الحكومة الجديدة حاجة الناس لالتقاط الأنفاس، الكل يعرف أنها ليست جديدة، ومع هذا «ماشى الكلام»، وندعو لها بالتوفيق، كما دعونا لكل حكومات ما بعد يناير، والتى جعلت المنصب الوزارى بلا هيبة، وجعلت الوزير مضطرًا إلى التواضع.. يفترض فى الوزارة الجديدة أن تستيقظ مبكرًا، وتلعب رياضة «وتركز فى الشغل»، ستكون هناك جولات تفقدية كثيفة فى الأيام الأولى، لقياس منسوب النشاط، وحتى لا يقال إنها وزارة خالية من الشباب، وسيتحدث كثيرون عن الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والحد الأدنى للأجور، والتحديات الداخلية والخارجية، ومع مطلع الشهر الكريم سيتردد اسم محدودى الدخل كثيرًا.
ربما لعبت الحكومة الجديدة دور المعارضة أيضًا، لأن المعارضة الرسمية المعتمدة مشغولة هذه الأيام بعقد الصفقات الانتخابية.. توجد وزارة مستحدثة للعشوائيات، مطالبة بترميم سياسات الحكومة، فهى مسؤولة عن توفير مياه شرب نظيفة، ومدارس نظامية محترمة، ونظام صحى متحضر.. وزيرة العشوائيات مسؤولة عن التلوث، والثقافة، والتضامن الاجتماعى، نجاحها متوقف على الإصرار على شعارات ثورة يناير، عيش، حرية، عدالة اجتماعية، متوقف على نجاح بقية الوزراء.. إلغاء وزارة الإعلام قرار شكلى دستورى صائب، يوحى بأننا تخلصنا من النظم الشمولية، وأننا مقبلون على فتح سماوات جديدة.. العدالة الانتقالية وزارة اسمها حلو ولكنها غامضة.. محلب رجل جاد، وتصدقه الغالبية، لكن التغيير الذى تم بعد استشارة كهنة الدولة القديمة لم يستوعب معظم الأطياف التى أسهمت فى نجاح ثورتين نقيتين.. إدارة دولاب الدولة بالمنطق القديم لن يفلح، نحن فى حاجة إلى ثورة فى التعليم والصحة والثقافة.. والعشوائيات.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة