حازم عبد العظيم

هل سقطت التكنولوجيا «سهواً» من خطاب السيسى؟

الأربعاء، 18 يونيو 2014 11:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان خطاب الرئيس السيسى فى قصر القبة شاملا وطويلا، وعادة خطابات الرؤساء الطويلة مملة، ولكن رغم طول الخطاب كانت كل فقرة رسالة مهمة ومركزة للشعب المصرى. الخطاب تطرق لمعظم آلام وآمال الدولة المصرية. تحدث عن السياسة الداخلية والخارجية، هيبة الدولة، عدم السماح بقيادة موازية مرة أخرى، وعن مفاهيم يجب الوقوف عندها مثل المواطنة والحرية. وبما أنى من هواة علم الإحصاء والمعلومات نظرت إلى معدل تردد كلمات بعينها فى الخطاب، وهذا يعطى بعض الانطباع عن اهتمام ملقى الخطاب بها، سواء بالإيجاب أو السلب. الإحصائيات هنا عن الكلمة بمشتقاتها. ذكر السيسى كلمة «مصر» 100 مرة نعم 100 بالقفل!. «وطن: 65»، «شعب: 39»، «دولة: 24»، «تنمية: 20»، «أمن: 7»، «مرأة: 9»، «شباب: 8»، «زراعة: 3»، «صحة: 2»، «صناعة: 3»، «إبداع: 1»، «تكنولوجيا: صفر». نعم «التكنولوجيا» حصلت على صفر فى خطاب السيسى. وتوقفت هنا كثيرا جدا جدا، فالخطاب شامل وكان مقصودا أن يكون شاملا، وهو بمثابة خارطة عمل ورؤية للمستقبل، والتى يمكن، بل لابد، أن تترجم إلى استراتيجيات وأهداف، وخطط عمل، ومشاريع، وإلا يبقى كلاماً فى الهواء! وبمناسبة التكنولوجيا أنا حاليا فى زيارة لدبى، منها عمل ومنها راحة من المعجنة السياسية التى «اتطحنت» فيها منذ 2010، وأبحث عن خروج «آمن» منها!!

لم يبهرنى هذه المرة النظافة والرقى ومستوى الخدمات وسيادة القانون على الجميع وخلافه، مما يبهرنى كل مرة، ولكن ما أبهرنى بشدة ما شاهدته وسمعت عنه وقرأته من استخدام تكنولوجيا المعلومات فى عمق وصلب الأداء الحكومى. الإمارات اعتمدت ونفذت نظاما متكاملا لمراقبة الأداء الحكومى بكل هيئاته ووزاراته. هناك رؤية مستقبلية لدولة الإمارات 2021، وتمت ترجمتها بدقة إلى أهداف استراتيجية، ثم مبادرات، ثم مشاريع وأنشطة. والأهم أن هناك مؤشرات لقياس الأداء يصل عددها فوق الـ3000 مؤشر.

نعود إلى مصر وخطاب السيسى.. أخشى أن هناك مفهوما خاطئا عن التكنولوجيا، إنها رفاهية وليست أولوية، وأن مشاكلنا كبيرة جدا، والشعب مطحون وظروفه صعبة. أخشى أن يكون هذا المفهوم تم تصديره للسيسى من مجموعة المستشارين القريبين منه «إذا كان ذلك كذلك»، وبالتالى حصلت التكنولوجيا على صفر فى خطابه. الحقيقة أن التكنولوجيا ليست رفاهية ولا عروة فى الجاكتة، بل هى ضاربة فى كل جذور التنمية الشاملة.. إذا تحدثنا عن الكفاءة والسرعة واقتصاديات الإنجاز فلا غنى عن اتباع الطرق التكنولوجية الحديثة ومربط الفرس هنا هو البنية المعلوماتية، فبدون معلومات دقيقة نحن نسير أو حتى نجرى على رمال متحركة. لا تنمية فى تعليم أو صحة أو زراعة أو طاقة بدون معلومات ولا معلومات بدون تكنولوجيا ولن نصل إلى اقتصاد المعرفة، وإحنا لسه فى سنة أولى حضانة معلوماتيا ومعرفيا وتكنولوجيا! البنية المعلوماتية فى مصر مهترئة ودمها متفرق بين القبائل: الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء - مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار - وزارة التنمية الإدارية - الهيئة العامة للاستعلامات - هيئة الاستثمار.. كلٌ يغنى على معلوماته، وإذا أراد مستثمر أن يحصل على معلومة موثقة ومتسقة consistent سيعانى الأمرين بدون معلومات، لن توجد خطط، ولن يوجد تخطيط، فمدخلات ومخرجات أى مشاريع قومية أو صغيرة تعتمد أساسا على دقة المعلومات، وغير ذلك هو garbage in - garbage out. ولا معنى ولا قيمة لأى معلومات بدون تكنولوجيا. وحقيقة لم أر من المهندس محلب المجتهد أى رؤية أو اهتمام بهذا الملف المهم.. كله على قديمه، رغم قيام ثورتين، فالمعلومات والبنية المعلوماتية لم تجد من يحنو عليها! فهل يحنو عليها السيسى؟ كلى أمل أن هذا سيحدث، خاصة أن السيسى أصلا رجل مخابرات.. ومخابرات يعنى معلومات! والله الموفق والمستعان.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة