أكرم القصاص

الرئيس بين.. «النفاقوقراط».. و«الرفضوقراط»

الإثنين، 02 يونيو 2014 06:28 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يواجه الرئيس الجديد تحديا مزدوجا، عليه أن يبعد المنافقين ورجال كل عصر، ويبتعد عن رجال النظامين السابق والأسبق، الرئيس أمامه فقط أن ينجح وليس أمامه أن يفشل، ولكى ينجح عليه أن يختار رجاله من بين ذوى الخبرة، وليس أهل الثقة، هذا ما يقوله الناصحون والمواطنون الذين لا يطمحون إلى منصب ولا يريدون سوى ترجمة لمطالب تاهت طوال 3 سنوات.

الرئيس مطالب بإنجاز ملفات ومواجهة مشكلات الأمن والتنمية وإعادة بناء المؤسسات، وإنجاز ملفات الصحة والتعليم وكل ما يرد أو لا يرد على الذهن، وأن يختار رجاله ويعيد بناء المؤسسات ويطبق الدستور، ويلتزم به.

وهناك تحذيرات ومخاوف من هؤلاء العابرين المحترفين الذين اعتادوا القفز على كل نظام، ومنافقة كل رئيس، والمتنطعين الذين لا يراعون فروق التوقيت. حيث تنتصب فرق النفاق التكتيكى والاستراتيجى وتنظم صفوفها، وتحدد مصالحها، لا يهم فى ذلك مصلحة عامة أو شعب، لا يرون سوى أنفسهم.

وعلى جانب آخر هناك المتربصون الغاضبون المعترضون، يصادرون على المطلوب ويرسمون صورة داكنة بلا ملامح، يلتقطون كل شاردة أو واردة ليبرهنوا على وجهة نظرهم سابقة التجهيز، بأنه لا تغيير ولا أمل ولا ثقة فى أحد. يراهنون على الفشل، ويروجون لكون الأمور لم تتغير. بعضهم عينوا أنفسهم وكلاء حصريين للثورة، وحاملى أختام الوطنية والتغيير، لا يرون سوى أنفسهم، ولا يقدمون تصورا لما يريدوه، يعترضون على سبيل الاحتياط.

وعلى القادم الجديد فى القصر الجمهورى أن يتحاشى المنافقين ورجال كل عصر، وأصحاب المصالح، وأن يسعى لإرضاء هؤلاء الغاضبين، لكنهم لا يحددون ما يرضيهم، يرفعون مطالب عامة، عن الثورة والتغيير، ويرفضون المشاركة فيما يجرى، ويحتفظون دائما بحقهم فى الاعتراض. وسوف تجدهم طوال 3 سنوات يطرحون نفس الإجابات، ويتجاهلون الأسئلة المطروحة.

وهذه هى المعادلة الصعبة، فالرئيس القادم، يواجه خصما واحدا ظاهرا، لديه مصلحة فى إفشال الطريق كله، هم الإخوان، لكنه يواجه خصوما آخرين، منهم رجال نظام يريدون البقاء وحماية مصالحهم، إذا تصادم معهم ربما يجد مقاومة تدفعهم للتحالف مع الخصوم، وقطاع احترف الحديث باسم الثورة، ويكتفى بمحفوظات وإنشاء بلا بديل.
بالطبع فإن الحل هو بناء دولة القانون والمؤسسات وتكافؤ الفرص، وهى التى ستسقط دولة «النفاقوقراطية»، لكنه يسير على خيط مشدود، فى مواجهة غاضبين على سبيل الاحتياط.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة