الأفكار البناءة يصادفها سوء الحظ حين يتم طرحها فى الأوقات الخطأ، وبعد ثورة 25 يناير كانت هناك أفكار غزيرة طرحها مصريون لم تر النور لأسباب يطول شرحها، أما الآن وبعد أن أصبح لدينا رئيس للجمهورية، وحكومة تسعى لأن تثبت نشاطها، سأعيد على الاثنين، الرئيس والحكومة، طرح أربعة مشروعات خاصة بتنمية سيناء، وكتبت عنها مرتين من قبل، الأولى وقت حكومة الدكتور عصام شرف، والثانية أثناء حكومة الدكتور حازم الببلاوى، واخترت فى المرة الثانية أن أوجه الحديث بخصوص هذه المشروعات إلى وزير الدفاع الذى كان الفريق أول عبدالفتاح السيسى، والآن وبعد أن أصبح رئيسا يسعى إلى تبنى خطة طموحة للتنمية، أتمنى أن يكون لهذه المشروعات نصيب من اهتمامه.
صاحب هذه المشروعات الأربعة هو العالم المصرى الدكتور سمير غنيم مؤسس كلية الزراعة بالعريش، والفائز بجائزة الدولة التشجيعية عام 2012، وهو مرتبط بسيناء وأهلها منذ أن كان جندياً فى سلاح الصاعقة أثناء حرب الاستنزاف وحتى حرب أكتوبر 1973، ويعمل فى سيناء منذ نحو 40 عاماً، وبذلك يعد من الخبراء المعدودين بطبيعة سيناء ومشاكلها وأهلها.
المشروع الأول هو إنتاج نوع من الكائنات الحية ويسمى «آرتيميا» ويقول الدكتور سمير، إن لهذا الكائن قصة طويلة معه، حيث كان يستورد حويصلاته من سان فرانسيسكو بأمريكا بقيمة 150 دولارا للكيلو جرام، ثم قام مع زملائه بعمل مشروع علمى لإنتاجه فى مصر فى إحدى ملاحات شركة النصر للملاحات وتمت هذه العملية بنجاح وجرى تصديره، ولا تحتاج تربية هذا الكائن إلى أراض صالحة للزراعة ولا مياه عذبة، بل يعيش فى الأراضى المالحة والمياه العذبة على حد سواء، وفى سيناء مساحات كبيرة من الأراضى المالحة الرطبة التى يمكن الاستفادة منها فى إنتاج الـ«آرتيميا» للاكتفاء الذاتى والتصدير وتشغيل عدد كبير من العاملين، ويؤكد الدكتور سمير على أنه يضع كل خبرته فى هذا المجال أمام الجهات الحكومية المعنية، أو أى مستثمر يريد البناء فى سيناء.
أما المشروع الثانى، فهو الاستفادة من الآبار والمياه الجوفية فى منطقتى «النخلة والحسنة» بوسط سيناء وعدد الآبار فى المنطقتين 60 بئرا عميقة تكلفت الملايين دون الاستفادة منها، ويقترح زراعة من 50 إلى 60 فدانا حول كل بئر، تقسم إلى قطع بواقع 5 أفدنة لقطعة يبنى فيها حوض سمك يربى على مياه البئر، ثم تروى مياه الأسماك نباتات الزيتون والخضر وعلف الفيل والصبار، وتتسلم كل أسرة من أبناء وسط سيناء هذه القطع، ومعها عدد من الأغنام والماعز، وحول كل مجموعة من الآبار تبنى معصرة لتصنيع زيت الزيتون، ووحدة إنتاج بعض الأدوية ومستلزمات التجميع من الصبار، وتجمع مخلفات هذه المزارع لإنتاج وقود يستخدم فى الإضاءة والطهى.
يقول الدكتور سمير غنيم، إن هذا المشروع فى منطقتى «النخلة والحسنة» سيؤدى إلى استزراع 3 آلاف فدان فى وسط سيناء لتصبح خضراء مثل الأراضى المقابلة فى «إسرائيل والتى تمر مياهها الجوفية من سيناء، أى تستفيد بها، ولا نستفيد نحن بها، وتأتى أهمية هذا المشروع فى سياق الكلام عن تكوين محافظة ثالثة فى وسط سيناء، وغدا نجدد عرض باقى المشروعات.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة