أتفهم اعتراض بعض الأصدقاء على اختيار الدكتور جابر عصفور وزيرا للثقافة، وخصوصا الذين لم يدخلوا حظيرة فاروق حسنى وتصدوا لمواقفه المؤيدة للتطبيع والتوريث، هؤلاء يملكون وجهة نظر محترمة لم تتغير منذ مطلع التسعينيات، وكانوا ضد تجييش المثقفين لخوض معارك النظام على حساب الثقافة المصرية والحريات، أما الأصوات التى تربحت من العمل مع نظام المخلوع وحصدت جوائزه وترأست مجلاته وسلاسله وغرفت سنويا من عطايا سمير سرحان فى مكتبة الأسرة وانحازت ضد الضمير الثقافى النقى الذى صاغ شعارات ثورة يناير، التى منحت كل من نزل الميدان شهادة بأنه أزاح الديكتاتور وأنه لم يشارك فى تدعيم وجوده، رغم اختياره بالاسم للقائه فى المناسبات التى تتطلب وجود ما يسمى بالمثقفين، بعضهم يطالب الآن بإلغاء وزارة الثقافة لأن عصفور سيعتمد على الوجوه القديمة من الصحفيين الذين أفسدوا الصحافة الثقافية وعلى رجال فاروق خارج وداخل الوزارة، معظم المعترضين على المعاش.
وبالتالى يصبح الوقوف فى صف المعارضة أكثر وجاهة، منهم من يطالب بالتخلص من انجازات ثورة يوليو فى الثقافة، لأن الفترة التى سبقتها كانت أعظم، ومنهم من كتب يطالب بترك المجتمع المدنى يسوق العربة، لا أريد هنا أن أحصر المزايا التى تمتع بها هؤلاء قبل وبعد وأثناء ثورة يناير، وفى الوقت نفسه لست معنيا باسم الوزير الجديد، كل ما نريده أن تصل الخدمة الثقافية المدعومة من الدولة إلى مستحقيها، وأن تُضاء المسارح وتنهض السينما، ووتستعيد الثقافة المصرية هيبتها التى ابتذلها الموظفون، الثقافة المصرية غنية بالشباب الطالع الذى يحتاج الدولة لكى يصل إلى الناس.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة