معلومة قتل أطفال الشوارع فى البرازيل لم تحقق سوى الإساءة لبلد صديق تمكن فى أقل من 8 سنوات من تحقيق نهضة اقتصادية واجتماعية شاملة فى عهد الرئيس البرازيلى لولا دى سيلفا وأصبحت نموذجا لدول العالم الثالث - ومن بينها مصر - الطامحة للخروج من أزماتها الاقتصادية.
المفارقة أن المعلومات التى تضمنها مقال الدكتور نصار عبد الله، أستاذ الفلسفة بجامعة سوهاج بالزميلة المصرى اليوم عن التجربة البرازيلية فى التخلص من مشكلة أطفال الشوارع ليست صحيحة بالمرة، ولم يصدر فى البرازيل قانون خاص بقتل الأطفال لا فى زمن حكم العسكر الذى استمر أكثر من 20 عاما ولا فى زمن الحكم المدنى منذ عام 86، وهو ما يؤكده صديق دبلوماسى مصرى سابق فى البرازيل، ولم يحدث فى فترة التسعينيات أية تحركات أو ممارسات ضد أطفال الشوارع بالقتل رميا بالرصاص فى الشوارع مثل الكلاب الضالة.
ويذكر الدبلوماسى المصرى أنه فى فترة الحكم العسكرى كانت الممارسات عنيفة ضد كل شخص يهدد أمن المجتمع بكل أشكاله وإطلاق النار عليه مباشرة بتعليمات مباشرة سواء كانوا من اللصوص أو تجار المخدرات أو المشردين، بما يعنى أن البرازيل حتى فى ظل الحكم العسكرى لم تتعمد التخلص من صداع أطفال الشوارع بالقتل، بل بإحداث التنمية الحقيقية التى تحاصر كل أشكال الفقر والبطالة والتشرد وتقضى عليها.
فالبرازيل مثل غيرها من الدول النامية عانت من ظاهرة أطفال الشوارع وأبدعت فى حلها فى إطار خطة تنمية شاملة وهذا ما نحتاجه فى مصر الآن التى ينتشر فيها أكثر من 3 ملايين طفل شوارع يمثلون قنبلة اجتماعية وأمنية موقوتة. ودول كثيرة مثل روسيا والصين وحتى الولايات المتحدة الأميركية قدمت النموذج فى القضاء على الظاهرة والاستفادة من هؤلاء المشردين واللقطاء عبر مراكز التأهيل والتربية والتعليم حتى صار منهم الطبيب والمهندس وأستاذ الجامعة والضابط والفنان والكاتب.
وأعتقد أنه حان الوقت لوضع خطة قومية شاملة للقضاء على هذه الظاهرة بالاستعانة بتجارب الدول الأخرى وبالمنظمات الدولية المعنية، فاليونيسيف، منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة طرحت مبادرة جذب أطفال الشوارع بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وهو ما طبقته الأرجنتين. ومصر تستطيع بالتعاون مع اليونيسيف فى تطبيق التجربة لجذب أطفال الشوارع والمساهمة فى تحسين مهارات القراءة والكتابة والتعليم العام وإكسابهم مهارات جديدة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة